احيت ولاية تيزي وزو هذا الثلاثاء الذكرى
30 للربيع الأمازيغي الذي يصادف 20 أفريل من كل سنة ، حيث سطرت مختلف
الحركات والجمعيات الثقافية والسياسية برنامجا خاصا لإثراء هذه التظاهرة.
وتمثل هذه الذكرى مناسبة عظيمة في تاريخ الثقافة الأمازيغية كونها تعتبر
إحدى المحطات التاريخية الهامة وإحدى الخطوات الفعالة التي شهدتها الثقافة
الأمازيغية والتي تهدف نحو التغيير الإيجابي لتثبيت والاعتراف بالهوية
الأمازيغية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من أصالة وعراقة الشعب الجزائري وكذا
حضارته القديمة التي تضرب جذورها إلى عهد وفترة ما قبل الميلاد، عهد
ماسينيسا وتنهينان وغيرهما.
واحتفالا بهذه المناسبة الكبيرة ارتأت دار الثقافة مولود معمري بولاية
تيزي وزو بالتنسيق مع مديرية الثقافة والحركة الجمعوية الامازيغية تنظيم
أسبوع ثقافي حافل بالعديد من النشاطات الثقافية المختلفة يشارك فيها مجموعة
من المفكرين وأساتذة اللغة الأمازيغية بتنشيطهم لمحاضرات قيمة وثرية
والتي تتحدث في مجملها حول الثقافة الأمازيغية وتاريخ النضال من أجل تثبيت
الهوية الأمازيغية.
هذا وتنظم ابتداء من نهار اليوم أيام خاصة بالمسرح والأدب الأمازيغي ويتم
خلال هذه التظاهرة الكبيرة تكريم إحدى الشخصيات التي شاركت في النضال
الأمازيغي وهو السيد مصطفى باشا لتختتم فعاليات الأسبوع الأمازيغي بمائدة
مستديرة يشارك فيها عدة شخصيات ثقافية معروفة.
كما أوضح منسق هذه التظاهرة سعيد عميار إسماعيل أن هذا الأسبوع الامازيغي
ستتخلله عدة معارض تشكيلية وحرف تقليدية بالإضافة إلى تقديم حوصلة
للمسيرة التاريخية لكل التظاهرات والحركات التي كانت على الواجهة في مسيرة
الحركة التمهيدية لحقوق الامازيغية الثقافية من سنوات الثمانينات إلى يومنا
هذا.
الربيع الامازيغي مرجعية ثقافية للجزائريين
الربيع الأمازيغي أو “تافسوت إيمازيغن” كما يسمى بالأمازيغية هو حدث يحمل
في طياته الكثير من معاني النضال الثقافي الناضج ، كما يعد مرجعية ثقافية
هيأت الأرضية لمطالب جماهيرية تنادي بالتعدد الثقافي والالسني الذي يعد
خزانا تراثيا جزائريا مشتركا ، شاركت في صنع هذا الحدث مختلف الفئات و
الشرائح الاجتماعية المثقفة في منطقة القبائل في ال20 من أفريل 1980، كرد
فعل على شاكلة انتفاضة سلمية مدنية اثر منع ندوة الكاتب مولود المعمري حول
الأدب الأمازيغي القديم بجامعة تيزي وزو لإعطاء البعد الماضوي للجزائر
كأمة ومجتمع يحق لها أن تفتخر بماضيها وحاضرها اللذان يشكلان
مستقبلها المفتوح على ثقافة الحوار الثقافي المتنوع ..
وامتد هذا الاحتجاج إلى عموم المنطقة بعد إضراب المستشفيات والثانويات أين
شلت المنطقة برمتها تعبيرا منهم على وجوب تقديم العون من لدن الفئات
المثقفة وطنيا لإبراز صورة الجزائر جزائرية بكل خطوطها الثقافية التي تشكل
لوحة فنية تشكيلية كعطاء تاريخي متحد الى الأبد .
و نظرا لرمزية هذه الذكرى و تاريخها المهم بالنسبة للأمازيغ أصبحت تقليدا
سنويا يخلدها مناضلوا الحركة الأمازيغية في تامزغا بشمال افريقيا ويحظى
باهتمام علمي وإعلامي منقطع النظير.