تنطلق، اليوم الأربعاء، الدورة ال63
لمهرجان كان وذلك بعرض الأول لفيلم روبن هود وبطولة راسل كرو وكيت بلانشيت
في افتتاح فخم لحدث يضم أفلام من جميع أنحاء العالم صنعت بميزانيات صغيرة
رغم مخاوف العديد من أن تأثر السحابة على الحفل وفي ظل الأزمة المالية التي
يشهدها العالم والتي أثرت بصفة مباشرة على الصناعة السينمائية في العالم .
ويجمع مهرجان كان السينمائي خليطه
المعتاد من صناع الأفلام المغمورين وملوك هوليوود هذا العام إلا انه من حيث
البهجة والمرح فسوف يسلب الاضطراب المالي بعضا من بريق اكبر مهرجانات
السينما في العالم.
وبعد عملية تطهير في اللحظة الأخيرة في
منتجع الريفيرا الفرنسي بسبب عواصف الأسبوع الماضي سوف يقلق المنظمون الآن
بشأن اضطرابات السفر إذ حظر السفر مجددا فوق أجزاء أخرى في أوروبا بسبب
الرماد البركاني.
وفي الأيام الأحد عشر التالية سيسير
المشاهير والمغمورون على البساط الأحمر قبل أن يحتشدوا داخل غرف العرض
المظلمة ويتجولون في سوق الفيلم الضخم من اجل الصفقات.
وبينما يكون رؤساء الاستوديوهات في
المنتجع الساحر يتأملون وضع الاقتصاد الواسع وما يعنيه لتمويل الأفلام فان
بعض الأسماء الكبيرة في المجال ترى مهرجان كان ترس حيوي في آلة التسويق.
وقال المخرج اوليفر ستون الذي يحضر معه
إلى المهرجان فيلم وول ستريت Wall Street)) الذي يروي الدراما الاقتصادية
لعام 1987 “كان جيد للفيلم”.
وأضاف في مقابلة صحفية “انه فرصة كبيرة لأننا كنا سنخرج ونصبح مجرد فيلم
آخر في هذا التيار (السينمائي) المجنون. من الجيد آن نحظى بالشرف ونحصل على
ذلك المنبر.”
وسيكون فيلم “وول استريت.. المال لا ينام
Wall Street: Money) Never sleeps) الذي يعيد فيه مايكل دوجلاس تجسيد دور
قطب المال جوردون جيكو من بين ابرز موضوعات مهرجان 2010 ويركز على الفساد
والجشع في اكبر بنوك العالم.
ولكن هذا الفيلم وفيلم (روبن هود) للمخرج
ريدلي سكوت وفيلم ستلتقي بغريب طويل غامض You Will Meet a Tall) Dark
Sreanger) للمخرج وودي ألن لن تكون من بين الأفلام الثمانية عشرة المشاركة
في المسابقة الرسمية والتي ستتنافس على جوائز لجنة للتحكيم يرأسها المخرج
تيم برتون.
الأسماء الثقيلة والجديدة
تتنافس على السعفة الذهبية
تقف الأسماء الثقيلة
والجديدة في صناعة الأفلام جنبا إلى جنب في الصف نفسه الذي يضم أمثال
الإيراني عباس كياروستامي والبريطاني مايك لي في مواجهة آمال الفرنسيين
ماتيو امالريك وزافييه بوفوا.
ومن بين أكثر الأفلام المرتقبة الفيلم
الأمريكي لعبة نزيهة (Fair Play) المأخوذ عن قصة حقيقية لعميلة الاستخبارات
الأمريكية فاليري بالم وبطولة شون بين وفيلم احرقته الشمس 2 (Burned by
the Sun 2) وهو الجزء الثاني من فيلم المخرج نيكيتا ميخالكوف عام 1994 عن
قمع الزعيم السوفيتي جوزيف ستالين.
” الخارجون عن القانون”..
السياسة حاضرة أيضا !
يبدو أن دورة هذه السنة لمهرجان “كان”
ستطغى عليها السياسة بسبب آخر فيلم المخرج الفرنسي- الجزائري الأصل رشيد
بوشارب المعنون ب “الخارجون عن القانون” الذي يسلط الضوء ، لمدة وجيزة لا
تتعدى الـ6 دقائق، على الأحداث المأسوية التي عاشها الشعب الجزائري في
الثامن ماي 1945 إبان المظاهرات التي نظمها من اجل الاستقلال عن فرنسا.
الفيلم ، الذي سيتم تنظيم عرضه الشرفي
باسم الجزائر خلال المهرجان، أثار ولا يزال -إلى حد كتابة هذه الأسطر-
ضجة إعلامية كبيرة بفرنسا نتيجة الانتقادات اللاذعة التي شنها اليمين
المتطرف الفرنسي ضد المخرج، متهما إياه بتحريف التاريخ نظرا للمغالطات التي
حملها الفيلم خاصة تلك المتعلقة بمجازر ال8 ماي 1945 معتمدا على التقرير
الذي أعدته وزارة الدفاع الفرنسية بخصوص الفيلم.
كما تشارك أيضا ثلاث أفلام جزائرية قصيرة
ستشارك بزاوية الفيلم القصيرة التي تنظم على هامش مهرجان “كان” .
الفيلم القصير الأول “الجن” لياسمين شويخ،
الثاني “خويا” ليانيس كوسيم والثالث “المسافر الأخير” للمخرج مؤنس خمار.
ندرة المخرجات بالمهرجان
تثير جدل واسعا
عاد اليوم الجدل ، سويعات قليلة قبل
انطلاق مهرجان، كان إلى الاحتدام حول ندرة المخرجات الناجحات في الفن
السابع.
إذ وقع الاختيار على 18 فيلما للتنافس على
السعفة الذهبية، جائزة المهرجان الأولى ولكن لا يوجد بين هذه الأفلام
شريط واحد من إخراج سينمائية، الأمر الذي أثار حفيظتهن.
تاريخيا كان مهرجان “كان” أكثر انفتاحا
على السينمائيات من أكاديمية الأفلام والفنون الأميركية صاحبة الكلمة الفصل
في الأوسكار.
وكانت هيئة المحكمين في مهرجان كان عام
2009 برئاسة الممثلة الفرنسية ايزابيل هوبرت وشاركت في المسابقة ثلاث
مخرجات هن اندريا امولد وازابيل كواكسيت وجين كامبيون التي فازت بالجائزة
الذهبية عام 1993 عن فيلم “البيانو”.
ونقلت صحيفة التايمز عن السينمائية
البريطانية روث تورجوسن قولها “ان الصدمة أشد وطأة من تجاهل الأكاديمية
الاميركية للسينمائيات لأن هذا هو ديدنها في حين ان مهرجان كان كثيرا ما
تكون لديه ترشحيات نسائية”.
وأعدت تورجوسن مذكرة قالت انها بدأت تجمع
التواقيع عليها من اولئك الذين يريدون ان يعبروا عن “دهشتهم وحنقهم
وسخطهم”. وتحمل المذكرة حتى الآن توقيعات أكثر من 200 سينمائي وسينمائية من
انحاء العالم بينهم المخرجة البريطانية كريستين مولوي التي رُشح فيلمها
“هيلين” لجائزة احسن فيلم في مهرجان “ذي ايفننغ ستاندارد” العام الماضي.
وقالت مولوي انه “ليس هناك شح في المخرجات
القويات” مستغربة لغيابهن جميعا عن مهرجان كان هذا العام.
في الولايات المتحدة كتبت مليسا سلفرستاين
مؤسسة المدونة الموسومة “المرأة وهوليود” ان تأثير فوز بيغلو بالاوسكار
كان عابرا “وما زلنا نعود القهقرى”.
تقدَّم للمنافسة على السعفة الذهبية 1665 فيلما، حصة المخرجات منها تقل عن
10 في المئة.
وكانت الباحثة مارتا لوزن من جامعة سان
دييغو الاميركية توصلت في دراسة اجرتها عام 2008 الى ان نسبة النساء من
مخرجي هوليود تبلغ 9 في المئة فقط وهي نسبة لم تتغير منذ عشر سنوات قبل
ذلك.
وقالت كريستين لاغان مديرة قسم الافلام
الروائية في الـ”بي بي سي” البريطانية “انها لعبة ارقام. إذ ليست هناك
سينمائيات بالعدد الكافي لضمان حضورهن في كان كل عام”. ونوهت بان “الوضع
يتغير ولكن ببطء”.
فيما صرحت كايت كينينمونت رئيسة منظمة
“المرأة في السينما والتلفزيون” ان الوضع يبعث على الشعور بالاحباط مشيرة
الى “ان بريطانيا مثلها مثل بلدان اخرى تزخز بالسينمائيات الشابات
الموهوبات اللواتي يصنعن افلاما قصيرة لأنها لا تحتاج الى استثمار كبير
ولكنهن يسقطن على قارعة الطريق حين يتعلق الأمر بتمويل افلام روائية
طويلة”. واضافت ان فوز كاترين بيغلو بالاوسكار يسهم في إلهام السينمائيات
الشابات “ولكن يتعين ان يحدث تغيير جذري في وقت ما”.
أفلام أمريكا اللاتنية
والأسيوية حاضرة بكان
وستعرف الدورة تقديم المكسيكي اليخاندرو
جونزاليس ايناريتو فيلم بيوتيفول ((Beautiful
وتمثل أسيا في المهرجان أفلام من تايلاند واليابان والصين وكوريا الجنوبية
بينما تنافس أيضا تشاد وأوكرانيا من اجل الفوز بالسعفة الذهبية لأفضل فيلم
والتي فاز بها في العام الماضي فيلم (الشريط الأبيض) The White Ribbon
للمخرج مايكل هانكي).
وزارة الثقافة الإيطالية تعلن
مقاطعتها لمهرجان ”كان”
أعلنت وزارة الثقافة الايطالية مقاطعتها
للمهرجان السينمائي، احتجاجا على الفيلم الوثائقي السياسي ”دراكولا –
إيطاليا ترتجف” لصاحبته ”سابينا قيزانتيو”، وهو الفيلم الذي يصوّر ويدين
معالجة رئيس الوزراء الإيطالي ”سالفيو برلسكوني” لحادثة زلزال ”أكويلا” سنة
2009، والذي يعرض في دور السينما الإيطالية منذ 7 ماي الجاري، وسيعرض خارج
المنافسة في مهرجان ”كان” هذا الخميس 13 ماي. ويناقش الفيلم الذي يحمل
عنوان ”لعبة الموت مع مصاص الدماء دراكولا وآكيلا”، زلزال آكيلا والمشاكل
المترتبة عنه، والمتعلقة أساسا بإعادة الإعمار، خصوصا وأن هذه الفاجعة لاقت
اهتماما إعلاميا كبيرا أكثر من الكوارث الطبيعية التي سبقتها، إضافة إلى
زيارات رئيس مجلس منظمة الصحة العالمية الذي تنقل وسط الأنقاض، في وقت رحبت
إيطاليا بعقد قمة G8، ويعتبر الفيلم توثيقا لما حدث ليلتي 5 و6 أفريل
2009، وما حدث بعده.
ومن جهتها سحبت وكالات الأنباء الدولية
الكبرى ومن بينها رويترز تهديدا بمقاطعة المهرجان بسبب حقوق تغطية الإعلام
بعد التوصل إلى اتفاق مع المهرجان.
