[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أمل بوشوشة: أتميز بالانضباط
نجدت انزور على درجة كبيرة من الذكاء
أمل بوشوشة: هكذا صرت «حياة»الذين تأثروا برواية "ذاكرة الجسد" للكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي ينتظرون المسلسل التلفزيوني الذي يحمل الإسم نفسه الذي سيوقعه المخرج نجدت انزور. في الوقت نفسه هناك ترقب لعطاء الفنانة الجزائرية امل بوشوشة في دور البطولة وفي شخصية "حياة". مع امل كان لنا بالمناسبة حوار.
■ هل بذلتِ جهداً لتكوني “حياة” في مسلسل “ذاكرة جسد”؟
ـ منذ تمّ اختياري لبطولة هذا المسلسل بدأت التحضير للشخصية. كان توجه فريق العمل الأساسي في مسلسل “ذاكرة جسد” لاختيار وجه غير معروف لشخصية “حياة”. ولهذا اقول إنني منذ حوالى تسعة اشهر وأنا احضر للشخصية، طبعاً بمساعدة وتدريب من الفنانة التي اشكرها وأحترمها جداً الممثلة السورية امال عمران. لهذا اقول انني وصلت الى التصوير في حالة من الانتظار والترقب.
■ كيف كانت امل بوشوشة وهي تستعد لتصوير المشهد الأول؟
ـ بعد اشهر من التحضير والتعب بهدف استيعاب الشخصية من جوانبها كافة، وصلنا الى المشهد الأول مع دوران الكاميرا وأنا في حالة تراكم وخوف. لكنني في لحظة الأمر للكاميرا كي تدور صرت “حياة”. شبهت علاقتي هذه مع المشهد الأول كعلاقة المرأة الحامل بجنينها على مدى تسعة اشهر يظهر بعدها الى الحياة، فتنسى الأم كل التعب الذي عانته. هذا ما حدث معي فعلاً. ومن المؤكد ان هذا المشهد سوف اتذكره على مدى ايام حياتي. كان رائعاً جداً. حتى ادائي كان مقنعاً الى درجة كبيرة. هذا ليس رأيي فقط. كنت مقنعة بالنسبة الى المخرج ومجموعة الفنانين المحترفين الذين كانوا على البلاتو، وكذلك بالنسبة الى الكاتبة احلام مستغانمي.
■ ما هو التعليق الذي سمعته من المخرج نجدت انزور بعد اكثر من شهرين على دوران الكاميرا؟
ـ هل تسألين عن تعليق ايجابي ام سلبي؟
■ التعليق السلبي يُعطي درساً والتعليق الإيجابي يُحفِز على المثابرة والنشاط؟
ـ لا شك في ان نجدت انزور على درجة كبيرة من الذكاء. كان يعرف انني في تجربتي الأولى ويرغب في أن يستخرج مني الكثير. في بعض الاحيان، وبعد مشاهد ناجحة، كنت ألحظ ابتسامته من طرف عيني. وأحياناً كان يثني عليّ مباشرة. ومن دون شك ان كلينا فرح بالنتيجة. ولكونه المسؤول الأول عن العمل يعيد مشاهد لا تقنعه، حتى يصل الى ما يريده. وهو يقول لي صراحة “أنا عم اتعبك حتى يطلع منك شي”. وأشكر الله على انني حتى الآن يقول لي الأستاذ نجدت ملاحظاته السلبية مباشرة اثناء تصوير المشهد. اما لجهة الانضباط والعمل والاحترافية، فأنا لا اعطي الفرصة لأي كان بأن يوجه لي ملاحظة على سبيل المثال في اسلوب تعاملي مع الآخرين.
■ وكيف تتعاطين مع فريق العمل؟
ـ شخصيتي تتميز بالانضباط، واحترام المواعيد واحترام البشر. كما احترم وأقدر كل من يحمّلني مسؤولية ويكون له امل في أمل بوشوشة. اشكر نجدت انزور على قبوله التحدي والمخاطرة في الموافقة على منحي دور البطولة في مسلسل “ذاكرة الجسد” خصوصا وأنني لم امثل مرة من قبل. الأمور تسير على خير ما يرام والحمد لله.
■ كم عدد المرات التي كررت فيها مشهداً صعباً؟
ـ قد تضحكين مما هو حاصل في الواقع. ففي بعض الأحيان نكرر اكثر من مرة مشاهد خفيفة جداً، ومشاهد قوية ومحورية يوافق عليها المخرج من التصوير الأول. ربما اشعر بأهمية ومسؤولية المشاهد القوية فتأتي على خير ما يرام وتكرج كما العسل. ولهذا اعيد الكرة في لقطات صغيرة ليس لأنني لا اعيرها اهمية، بل ربما اعتبرها سهلة وقد مررت بما هو اصعب منها.
■ هل مررت بمواقف طريفة اثناء التصوير؟
ـ هي مواقف طريفة وظريفة معاً. فالممثل الكبير جهاد الأندري الذي اقدره جداً يؤدي دور “مصطفى زوج حياة”، وعندما ننتهي من تصوير مرهق لأننا بمواجهة دراما حقيقية كون “حياة” لا تحب زوجها “مصطفى”. وكي نخرج من هذا الضغط، يكون للممثلين اجواءهم خارج العمل خصوصا في اطلاق النكات. في احد المشاهد كان مفترضاً بـ”حياة ومصطفى” ان يكونا في نقاش عادي جداً. وفي وسط التصوير راحت ذاكرتي الى النكت التي اطلقها جهاد الأندري في نهاية يوم العمل السابق. ولم يعد في امكاني السيطرة على نفسي. جهاد الأندري يخاطبني بجدية امام الكاميرا وأنا “فارطة” من الضحك، ودموعي تسابقني. ومن ثم انتقل الضحك الى جهاد الأندري ومن ثم الى المخرج نفسه، الذي وجد الحل في ان افرغ ما في داخلي من حاجة الى الضحك. وفي النهاية لمت جهاد الأندري لأنه يُكثر من النكات والضحك في اوقات الاستراحة بهدف تطرية الأجواء.
■ ماذا تعلمت من الممثل جهاد الأندري؟
ـ تابعت الممثل جهاد الأندري في مسلسل “سقف العالم” مع نجدت انزور وكان في دور فظيع جداً. وفي دور “مصطفى” يطل جهاد الأندري في شخصية مركبة. والدور الذي يؤديه يبدو وكأنه مفصل عليه تفصيلاً. لكنه في الحياة انسان مختلف كلياً. هو في نفسيته يشبه الطفل. لكنه امام الكاميرا قادر ومن خلال نظرة خفيفة على ان يظهر شخصية لئيمة للغاية. هذا هو سر الممثل الجيد. ما تأثرت به في جهاد الأندري احترافيته، وأتمنى ان اكون تعلمت منه قدر الممكن في التمثيل. فعندما غلبني الضحك كان جهاد الأندري يقول نصه بشكل عادي جداً وكأن شيأ لا يحدث امامه.
■ متى اقتنع نجدت انزور انه ليس امام مغامرة في شخصية “حياة”؟
ـ من دون مجاملة وبدون مبالغة هو اقتنع بأنه لم يجازف منذ لحظة تصوير المشهد الأول، وقد تأكدت قناعاته اكثر مع انتهاء اليوم الأول من التصوير. من جهتي اجتهد لأظهر أنني لست موجودة في مسلسل “ذاكرة الجسد” عن طريق المصادفة او الفرض، كما لست موجودة مجاملة لأحد.
■ لماذا اذاً انت في هذا الدور؟
ـ لن اقول انني استحق هذا الدور. لكن في الحد الأدنى يجب ان تكون ممثلة هذا الدور فتاة جزائرية، وليس بالضرورة ان تكون امل بوشوشة ليكون المسلسل صادقاً. لذلك اقول بأن نجدت انزور اقتنع مئة بالمئة بحضوري في التمثيل منذ اليوم الأول.
■ من دون اختيار احلام مستغانمي لكِ هل كنت تؤدين هذا الدور؟
ـ مطلقاً، وأنا لا ولن انسى في حياتي اختيارها لي واحتضاني كأنني واحدة من أسرتها. وأنا كذلك اعتبرها اسرتي في لبنان، ومنها تعلمت الكثير على صعيد الحياة الإنسانية والمهنية.
■ وماذا يقول لك وجود نخبة من كبار الفنانين في هذه الدراما؟
ـ شرف كبير لي ان اعمل في اول دراما تلفزيونية الى جانب نخبة من اهم ممثلي الدول العربية، منهم بهية راشدي من الجزائر والتي تعتبر على جانب كبير جداً من القدرة والاحتراف. وكذلك نور الدين عبد النور هو ممثل جزائري قدير يؤدي دور عمي. وظافر العابدين من تونس يؤدي دور زياد وهو انسان رائع جداً، ويتمتع بكاريزما كبيرة تجعل الدور وكأنه مفصل له تفصيلاً. ومعنا من سوريا الممثل خالد القيش وآخرون الى جانب العديد من الممثلين اللبنانيين في طليعتهم جهاد الأندري. اما قمة هؤلاء الأساتذة كافة في العمل الدرامي فهو الممثل العربي الكبير جمال سليمان الذي يؤدي دور المناضل الجزائري “خالد”.
■ كيف تصفين اذاً اجواء العمل في ظل هذه الخلطة؟
ـ كل الأمور تسير على خير ما يرام، ونحن جميعاً نقول الحمد لله.
■ هل فاجأك التمثيل في مكان ما كونك لأول مرة تقفين على بلاتو تصوير؟
ـ فوجئت بالمجهود الإضافي الذي يبذله الإنسان في التصوير. التمثيل يختلف كلياً عما قمت به في الحياة. فقد قدمت البرامج وغنيت، لكن التمثيل مختلف بمتطلباته. ما فاجأني الدقة في التصوير. هناك تصوير لأصغر التفاصيل التي لا نلاحظها ونحن نتابع مسلسلاً او فيلماً. في حين ان هذه التفاصيل تستغرق الكثير من الوقت خلال التصوير حتى وان كان مرورها لثانية على الشاشة. هذه قضايا اتعلم منها كل يوم لأنها جديدة كلياً على حياتي.
■ وماذا عن تعاونك مع الفريق؟
ـ تعاوني كلي لأني انسانة ايجابية جداً. في حياتي العادية اعيش حالة سلمية ومتسامحة جداً، وعلاقتي ودية مع كل الناس. لا املك قدرة على ازعاج أحد، وبالتالي لا احب ان يزعجني أحد. اتعاطى مع الناس بالطريقة نفسها التي يتعاطون بها معي خصوصا في العمل. فالعمل مسؤولية كبيرة. كما ان فريق العمل في مسلسل درامي يصبح كما العائلة الواحدة، وتصبح بين الأطراف كافة عشرة عمر. وأنا من النوع الذي تؤثر فيه العشرة. لكل انسان حقه الإنساني عندي بدءاً بالمخرج وصولاً الى أصغر عامل في هذا العمل.
■ هل تأخذ شخصية “حياة” بيدك الى التلفزيون مجدداً وإلى السينما لاحقاً؟
ـ في آخر حلقة من مسلسل “ذاكرة جسد” تذهب “حياة” في حالها وأذهب في حالي. فيما بعد ربنا وحده يعلم ماذا سيحصل؟ لكنني احببت هذا العمل بقوة. وأنتظر ردود الفعل على المسلسل في رمضان. اهتم جداً بمعرفة كيفية اكتشاف الناس لي على صعيد التمثيل. من جهتي احببت التمثيل، وإذا نجحت ونلت فرصاً اخرى فمن المؤكد انني سوف امثل من جديد، خصوصا اذا كان في ذلك إضافة فنية إلي.
■ هل انت متشوقة لعرض المسلسل في الجزائر؟
ـ بكل تأكيد وهو سيعرض في الجزائر والبلدان العربية كافة.
■ تعملين في كل الاتجاهات الفنية من تمثيل وتقديم فماذا عن مشروعك في الغناء أليس من الأولويات؟
ـ هو مشروعي الأساسي في الحياة. لم اقدم اغنيات خاصة حتى الآن لأن الشروط التي اريدها لم تتوافر لي بعد. كل انسان قادر لأن تكون له اغنية خاصة ومن ثم يصورها. لم اكن في صدد تقديم اغنية فقط لأجل الأغنية. لكنني وافقت على تقديم برامج تلفزيونية على اهم القنوات العربية. وهي كانت برامج تشبه أمل بوشوشة، كما ان الطريق كانت واضحة جداً امامي بعدما درست خطواتي بشكل جيد. التمثيل وتقديم البرامج لن يأخذاني من الغناء. وأخيراً كانت لي اغنية جديدة للفريق الوطني الجزائري كبطل للوطن العربي في المونديال، وقد صورتها فيديو كليب وتمّ عرضها في المحطات العربية بما فيها الجزائر. والأغنية هذه اعتبرها نزراً يسيراً من واجبي نحو بلادي، وللفريق الجزائري لكرة القدم. كان من شأن هذه الأغنية ان تشجع وتمد الفريق والمشاهدين على الشاشات بالحماسة. كما ان هذا النوع من الأعمال يسعدني شخصياً. وكل ما اقوم به لأجل بلدي يكون من كل قلبي، فلبلدي مكانة خاصة ومميزة عندي.
■ توقف بث الأغنية مع الخروج المبكر للجزائر من المباراة؟
ـ هذا ما حدث وعلينا قبوله بروح رياضية. ما قمت به هو أمر معنوي بغض النظر عن الربح والخسارة، وهو سلوك منطقي من اي فنان تجاه بلده وشعبه.
■ وماذا عن مشروع الغناء؟
ـ انا في انتظار شهر رمضان لأرى ردود الفعل على المسلسل، ومن بعده وفي حدود عيد الفطر ستكون لي اغنية منفردة.
■ وجودك في الدراما هل يفتح لك الطريق للانضمام الى شركة انتاج تتبنى صوتك؟
ـ وقعت مع شركة “ميوزك إز ماي لايف” عقداً لإدارة الأعمال، وهم كشركة يتعاونون مع شركة فرنسية هي “يلا ميوزيك”، وهذه الشركة انتجت لي اغنية الفريق العربي الجزائري. وهذا يعني ان مهمتي التالية بعد مسلسل “ذاكرة الجسد” ستكون اغنية وفي اقرب فرصة ممكنة.
أمل بوشوشة: أتميز بالانضباط
نجدت انزور على درجة كبيرة من الذكاء
أمل بوشوشة: هكذا صرت «حياة»الذين تأثروا برواية "ذاكرة الجسد" للكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي ينتظرون المسلسل التلفزيوني الذي يحمل الإسم نفسه الذي سيوقعه المخرج نجدت انزور. في الوقت نفسه هناك ترقب لعطاء الفنانة الجزائرية امل بوشوشة في دور البطولة وفي شخصية "حياة". مع امل كان لنا بالمناسبة حوار.
■ هل بذلتِ جهداً لتكوني “حياة” في مسلسل “ذاكرة جسد”؟
ـ منذ تمّ اختياري لبطولة هذا المسلسل بدأت التحضير للشخصية. كان توجه فريق العمل الأساسي في مسلسل “ذاكرة جسد” لاختيار وجه غير معروف لشخصية “حياة”. ولهذا اقول إنني منذ حوالى تسعة اشهر وأنا احضر للشخصية، طبعاً بمساعدة وتدريب من الفنانة التي اشكرها وأحترمها جداً الممثلة السورية امال عمران. لهذا اقول انني وصلت الى التصوير في حالة من الانتظار والترقب.
■ كيف كانت امل بوشوشة وهي تستعد لتصوير المشهد الأول؟
ـ بعد اشهر من التحضير والتعب بهدف استيعاب الشخصية من جوانبها كافة، وصلنا الى المشهد الأول مع دوران الكاميرا وأنا في حالة تراكم وخوف. لكنني في لحظة الأمر للكاميرا كي تدور صرت “حياة”. شبهت علاقتي هذه مع المشهد الأول كعلاقة المرأة الحامل بجنينها على مدى تسعة اشهر يظهر بعدها الى الحياة، فتنسى الأم كل التعب الذي عانته. هذا ما حدث معي فعلاً. ومن المؤكد ان هذا المشهد سوف اتذكره على مدى ايام حياتي. كان رائعاً جداً. حتى ادائي كان مقنعاً الى درجة كبيرة. هذا ليس رأيي فقط. كنت مقنعة بالنسبة الى المخرج ومجموعة الفنانين المحترفين الذين كانوا على البلاتو، وكذلك بالنسبة الى الكاتبة احلام مستغانمي.
■ ما هو التعليق الذي سمعته من المخرج نجدت انزور بعد اكثر من شهرين على دوران الكاميرا؟
ـ هل تسألين عن تعليق ايجابي ام سلبي؟
■ التعليق السلبي يُعطي درساً والتعليق الإيجابي يُحفِز على المثابرة والنشاط؟
ـ لا شك في ان نجدت انزور على درجة كبيرة من الذكاء. كان يعرف انني في تجربتي الأولى ويرغب في أن يستخرج مني الكثير. في بعض الاحيان، وبعد مشاهد ناجحة، كنت ألحظ ابتسامته من طرف عيني. وأحياناً كان يثني عليّ مباشرة. ومن دون شك ان كلينا فرح بالنتيجة. ولكونه المسؤول الأول عن العمل يعيد مشاهد لا تقنعه، حتى يصل الى ما يريده. وهو يقول لي صراحة “أنا عم اتعبك حتى يطلع منك شي”. وأشكر الله على انني حتى الآن يقول لي الأستاذ نجدت ملاحظاته السلبية مباشرة اثناء تصوير المشهد. اما لجهة الانضباط والعمل والاحترافية، فأنا لا اعطي الفرصة لأي كان بأن يوجه لي ملاحظة على سبيل المثال في اسلوب تعاملي مع الآخرين.
■ وكيف تتعاطين مع فريق العمل؟
ـ شخصيتي تتميز بالانضباط، واحترام المواعيد واحترام البشر. كما احترم وأقدر كل من يحمّلني مسؤولية ويكون له امل في أمل بوشوشة. اشكر نجدت انزور على قبوله التحدي والمخاطرة في الموافقة على منحي دور البطولة في مسلسل “ذاكرة الجسد” خصوصا وأنني لم امثل مرة من قبل. الأمور تسير على خير ما يرام والحمد لله.
■ كم عدد المرات التي كررت فيها مشهداً صعباً؟
ـ قد تضحكين مما هو حاصل في الواقع. ففي بعض الأحيان نكرر اكثر من مرة مشاهد خفيفة جداً، ومشاهد قوية ومحورية يوافق عليها المخرج من التصوير الأول. ربما اشعر بأهمية ومسؤولية المشاهد القوية فتأتي على خير ما يرام وتكرج كما العسل. ولهذا اعيد الكرة في لقطات صغيرة ليس لأنني لا اعيرها اهمية، بل ربما اعتبرها سهلة وقد مررت بما هو اصعب منها.
■ هل مررت بمواقف طريفة اثناء التصوير؟
ـ هي مواقف طريفة وظريفة معاً. فالممثل الكبير جهاد الأندري الذي اقدره جداً يؤدي دور “مصطفى زوج حياة”، وعندما ننتهي من تصوير مرهق لأننا بمواجهة دراما حقيقية كون “حياة” لا تحب زوجها “مصطفى”. وكي نخرج من هذا الضغط، يكون للممثلين اجواءهم خارج العمل خصوصا في اطلاق النكات. في احد المشاهد كان مفترضاً بـ”حياة ومصطفى” ان يكونا في نقاش عادي جداً. وفي وسط التصوير راحت ذاكرتي الى النكت التي اطلقها جهاد الأندري في نهاية يوم العمل السابق. ولم يعد في امكاني السيطرة على نفسي. جهاد الأندري يخاطبني بجدية امام الكاميرا وأنا “فارطة” من الضحك، ودموعي تسابقني. ومن ثم انتقل الضحك الى جهاد الأندري ومن ثم الى المخرج نفسه، الذي وجد الحل في ان افرغ ما في داخلي من حاجة الى الضحك. وفي النهاية لمت جهاد الأندري لأنه يُكثر من النكات والضحك في اوقات الاستراحة بهدف تطرية الأجواء.
■ ماذا تعلمت من الممثل جهاد الأندري؟
ـ تابعت الممثل جهاد الأندري في مسلسل “سقف العالم” مع نجدت انزور وكان في دور فظيع جداً. وفي دور “مصطفى” يطل جهاد الأندري في شخصية مركبة. والدور الذي يؤديه يبدو وكأنه مفصل عليه تفصيلاً. لكنه في الحياة انسان مختلف كلياً. هو في نفسيته يشبه الطفل. لكنه امام الكاميرا قادر ومن خلال نظرة خفيفة على ان يظهر شخصية لئيمة للغاية. هذا هو سر الممثل الجيد. ما تأثرت به في جهاد الأندري احترافيته، وأتمنى ان اكون تعلمت منه قدر الممكن في التمثيل. فعندما غلبني الضحك كان جهاد الأندري يقول نصه بشكل عادي جداً وكأن شيأ لا يحدث امامه.
■ متى اقتنع نجدت انزور انه ليس امام مغامرة في شخصية “حياة”؟
ـ من دون مجاملة وبدون مبالغة هو اقتنع بأنه لم يجازف منذ لحظة تصوير المشهد الأول، وقد تأكدت قناعاته اكثر مع انتهاء اليوم الأول من التصوير. من جهتي اجتهد لأظهر أنني لست موجودة في مسلسل “ذاكرة الجسد” عن طريق المصادفة او الفرض، كما لست موجودة مجاملة لأحد.
■ لماذا اذاً انت في هذا الدور؟
ـ لن اقول انني استحق هذا الدور. لكن في الحد الأدنى يجب ان تكون ممثلة هذا الدور فتاة جزائرية، وليس بالضرورة ان تكون امل بوشوشة ليكون المسلسل صادقاً. لذلك اقول بأن نجدت انزور اقتنع مئة بالمئة بحضوري في التمثيل منذ اليوم الأول.
■ من دون اختيار احلام مستغانمي لكِ هل كنت تؤدين هذا الدور؟
ـ مطلقاً، وأنا لا ولن انسى في حياتي اختيارها لي واحتضاني كأنني واحدة من أسرتها. وأنا كذلك اعتبرها اسرتي في لبنان، ومنها تعلمت الكثير على صعيد الحياة الإنسانية والمهنية.
■ وماذا يقول لك وجود نخبة من كبار الفنانين في هذه الدراما؟
ـ شرف كبير لي ان اعمل في اول دراما تلفزيونية الى جانب نخبة من اهم ممثلي الدول العربية، منهم بهية راشدي من الجزائر والتي تعتبر على جانب كبير جداً من القدرة والاحتراف. وكذلك نور الدين عبد النور هو ممثل جزائري قدير يؤدي دور عمي. وظافر العابدين من تونس يؤدي دور زياد وهو انسان رائع جداً، ويتمتع بكاريزما كبيرة تجعل الدور وكأنه مفصل له تفصيلاً. ومعنا من سوريا الممثل خالد القيش وآخرون الى جانب العديد من الممثلين اللبنانيين في طليعتهم جهاد الأندري. اما قمة هؤلاء الأساتذة كافة في العمل الدرامي فهو الممثل العربي الكبير جمال سليمان الذي يؤدي دور المناضل الجزائري “خالد”.
■ كيف تصفين اذاً اجواء العمل في ظل هذه الخلطة؟
ـ كل الأمور تسير على خير ما يرام، ونحن جميعاً نقول الحمد لله.
■ هل فاجأك التمثيل في مكان ما كونك لأول مرة تقفين على بلاتو تصوير؟
ـ فوجئت بالمجهود الإضافي الذي يبذله الإنسان في التصوير. التمثيل يختلف كلياً عما قمت به في الحياة. فقد قدمت البرامج وغنيت، لكن التمثيل مختلف بمتطلباته. ما فاجأني الدقة في التصوير. هناك تصوير لأصغر التفاصيل التي لا نلاحظها ونحن نتابع مسلسلاً او فيلماً. في حين ان هذه التفاصيل تستغرق الكثير من الوقت خلال التصوير حتى وان كان مرورها لثانية على الشاشة. هذه قضايا اتعلم منها كل يوم لأنها جديدة كلياً على حياتي.
■ وماذا عن تعاونك مع الفريق؟
ـ تعاوني كلي لأني انسانة ايجابية جداً. في حياتي العادية اعيش حالة سلمية ومتسامحة جداً، وعلاقتي ودية مع كل الناس. لا املك قدرة على ازعاج أحد، وبالتالي لا احب ان يزعجني أحد. اتعاطى مع الناس بالطريقة نفسها التي يتعاطون بها معي خصوصا في العمل. فالعمل مسؤولية كبيرة. كما ان فريق العمل في مسلسل درامي يصبح كما العائلة الواحدة، وتصبح بين الأطراف كافة عشرة عمر. وأنا من النوع الذي تؤثر فيه العشرة. لكل انسان حقه الإنساني عندي بدءاً بالمخرج وصولاً الى أصغر عامل في هذا العمل.
■ هل تأخذ شخصية “حياة” بيدك الى التلفزيون مجدداً وإلى السينما لاحقاً؟
ـ في آخر حلقة من مسلسل “ذاكرة جسد” تذهب “حياة” في حالها وأذهب في حالي. فيما بعد ربنا وحده يعلم ماذا سيحصل؟ لكنني احببت هذا العمل بقوة. وأنتظر ردود الفعل على المسلسل في رمضان. اهتم جداً بمعرفة كيفية اكتشاف الناس لي على صعيد التمثيل. من جهتي احببت التمثيل، وإذا نجحت ونلت فرصاً اخرى فمن المؤكد انني سوف امثل من جديد، خصوصا اذا كان في ذلك إضافة فنية إلي.
■ هل انت متشوقة لعرض المسلسل في الجزائر؟
ـ بكل تأكيد وهو سيعرض في الجزائر والبلدان العربية كافة.
■ تعملين في كل الاتجاهات الفنية من تمثيل وتقديم فماذا عن مشروعك في الغناء أليس من الأولويات؟
ـ هو مشروعي الأساسي في الحياة. لم اقدم اغنيات خاصة حتى الآن لأن الشروط التي اريدها لم تتوافر لي بعد. كل انسان قادر لأن تكون له اغنية خاصة ومن ثم يصورها. لم اكن في صدد تقديم اغنية فقط لأجل الأغنية. لكنني وافقت على تقديم برامج تلفزيونية على اهم القنوات العربية. وهي كانت برامج تشبه أمل بوشوشة، كما ان الطريق كانت واضحة جداً امامي بعدما درست خطواتي بشكل جيد. التمثيل وتقديم البرامج لن يأخذاني من الغناء. وأخيراً كانت لي اغنية جديدة للفريق الوطني الجزائري كبطل للوطن العربي في المونديال، وقد صورتها فيديو كليب وتمّ عرضها في المحطات العربية بما فيها الجزائر. والأغنية هذه اعتبرها نزراً يسيراً من واجبي نحو بلادي، وللفريق الجزائري لكرة القدم. كان من شأن هذه الأغنية ان تشجع وتمد الفريق والمشاهدين على الشاشات بالحماسة. كما ان هذا النوع من الأعمال يسعدني شخصياً. وكل ما اقوم به لأجل بلدي يكون من كل قلبي، فلبلدي مكانة خاصة ومميزة عندي.
■ توقف بث الأغنية مع الخروج المبكر للجزائر من المباراة؟
ـ هذا ما حدث وعلينا قبوله بروح رياضية. ما قمت به هو أمر معنوي بغض النظر عن الربح والخسارة، وهو سلوك منطقي من اي فنان تجاه بلده وشعبه.
■ وماذا عن مشروع الغناء؟
ـ انا في انتظار شهر رمضان لأرى ردود الفعل على المسلسل، ومن بعده وفي حدود عيد الفطر ستكون لي اغنية منفردة.
■ وجودك في الدراما هل يفتح لك الطريق للانضمام الى شركة انتاج تتبنى صوتك؟
ـ وقعت مع شركة “ميوزك إز ماي لايف” عقداً لإدارة الأعمال، وهم كشركة يتعاونون مع شركة فرنسية هي “يلا ميوزيك”، وهذه الشركة انتجت لي اغنية الفريق العربي الجزائري. وهذا يعني ان مهمتي التالية بعد مسلسل “ذاكرة الجسد” ستكون اغنية وفي اقرب فرصة ممكنة.