تشدّ مولودية باتنة الرحال نهاية هذا الأسبوع إلى مدينة قسنطينة بمناسبة اللقاء الذي ينتظر أبناء بن جاب الله مساء غد أمام الشباب المحلي فوق ميدان الشهيد حملاوي،
في مباراة تعد بالكثير بالنظر إلى العديد من المعطيات التي تسبقها والطابع المحلي الذي يسوده. ورغم صعوبة المهمة ورغبة أصحاب الأرض في فرض منطقهم فوق ميدانهم، إلا أن شبان المولودية عازمون على عدم الاستسلام وتسيير التسعين دقيقة بالشكل الذي يعينهم على العودة بنتيجة إيجابية تؤكد صحة الفوز الأول أمام أولمبي المدية، وهو ما جعل الطاقم الفني يسعى إلى توفير الظروف المناسبة التي تضع التشكيلة في الصورة منذ البداية وفقا للخيارات المتاحة.
التشكيلة تريد كسب أول رهان خارج القواعد
ويظهر أن معطيات اللقاء المنصرم أمام أولمبي المدية ستختلف إلى حد كبير عن المواجهة المرتقبة غدا بملعب حملاوي، التي تعد أول موعد تنشطه المولودية خارج القواعد، ما يجعل رفقاء بيطام أمام اختبار حقيقي في سبيل الحفاظ على عذرية الشباك والعودة بأقلّ الأضرار، وهو ما يعتبره البعض تحديا حقيقيا لأبناء الأوراس، الذين تحدوهم رغبة كبيرة لقول كلمتهم بصرف النظر عن قيمة المنافس والتركيبة البشرية التي يتوفر عليها، على ضوء الانتدابات التي قام بها هذه الصائفة.
الطاقم الفني يعوّل على استماتة الدفاع والهجمات المعاكسة
ويسعى الطاقم الفني للمولودية إلى استثمار العديد من المعطيات التي من شأنها أن تخدم التشكيلة الباتنية، بناء على طريقة لعب المنافس وإمكانات لاعبيه إضافة إلى الظروف التي ستسود اللقاء، حيث يراهن على ضمان الأمان على مستوى الجهة الخلفية حتى تكون بمثابة هامش الأمان الذي يتصدّى لحملات هجمات المحليين، مع التركيز على الهجمات المعاكسة السريعة الكمرات الثابتة التي بمقدورها أن تصنع الفارق في مثل هذه المواعيد، خاصة في ظلّ النفسية المرتاحة لزملاء زياد الذين حققوا الأهم في أول جولة ويطمحون إلى مواصلة إثراء المسيرة في المحطات المقبلة.
طموحات “السنافر” لا تخيف “الباتنية”
والواضح من خلال الأجواء السائدة في التشكيلة الباتنية هو عزيمة اللاعبين على خوض اللقاء من موقع قوة دون مركب نقص، بدليل أن طموحات محيط شباب قسنطينة الذي يعوّل على اقتطاع ورقة الصعود في القسم الأول يعتبر في نظرهم سابق للأحداث، بحكم أن البطولة لم يمرّ عنها سوى جولة واحدة والحديث عن الصعود يتطلب الوقوف عليه ميدانيا بعد مرور عدة جولات. وعلى هذا الأساس يطمح “الباتنية” إلى التفاوض مع متطلبات هذا اللقاء بصورة عادية بعيدا عن ضغط النتيجة، في ظل التحضير النفسي الذي برمجه الطاقم الفني، ما من شأنه أن يخدم التشكيلة للعودة بنتيجة مرضية إلى باتنة.
بن جاب الله: “المهمّة صعبة والشبان لا يعرفون المستحيل”
لم يخف المدرب بن جاب الله اعترافه بصعوبة المهمة التي تنتظر فريقه أمام شباب قسنطينة، وفي الوقت الذي اعترف بإمكانات المنافس في ظل الانتدابات التي قام بها هذا الموسم ورهانه على لعب الأدوار الأولى، إلا أنه يرى في المقابل أن التشكيلة الشابة للمولودية هي الأخرى تسعى إلى عدم الاستسلام وقول كلمتها فوق الميدان، مضيفا أن في كرة القدم كل شيء ممكن، ورغم أن المولودية تملك عناصر شابة إلا أنهم لا يعرفون المستحيل - حسب قوله- ما يجعلهم يتنقلون إلى قسنطينة بنية أداء مباراة في المستوى تليق بسمعة مولودية باتنة، مع توظيف العوامل والخيارات المتاحة قصد العودة بنتيجة إيجابية تعكس الانطلاقة الموفقة لفريقه.
أمعوش وليتيم خارج القائمة
ستحرم التشكيلة الباتنية من خدمات عنصرين أساسيين ويتعلق الأمر بالحارس ليتيم الذي لن يكون في قائمة 18 بسبب غيابه عن التدريبات منذ بداية الأسبوع من أجل تسوية بعض أموره الشخصية، ولاعب الوسط أمعوش الذي لم يتماثل إلى الشفاء بسبب معاناته من تمدّد عضلي أرغمه على عدم إكمال اللقاء الأخير أمام شباب قسنطينة، ما جعله يركن إلى الراحة على أن يباشر التدريبات بداية الأسبوع المقبل.
بولطيف سيدشّن أول ظهور في التشكيلة الأساسية
من المنتظر أن يسجّل الحارس بولطيف أول ظهور رسمي بألوان مولودية باتنة، موازاة مع الغياب الاضطراري لزميله ليتيم، وهي فرصة مواتية له من أجل الكشف عن صحة إمكاناته والاستحواذ على المنصب الأساسي للتشكيلة، بعدما تابع اللقاء المنصرم من كرسي الاحتياط. وفي المقابل، يرشّح أن يسجل الحراس الشاب ولمان أول حضور له في قائمة 18 كحارس بديل، في ظلّ التغييرات الاضطرارية.
بلعيدي يواجه فريقه السابق
سيكون لقاء الغد مميّزا للوجه الجديد بلعيدي الذي سيكون في مواجهة فريقه الأسبق شباب قسنطينة، الذي استهل فيه مسيرته الكروية ولعب لصالحه في عدة مواسم قبل أن يلعب لأندية أخرى، على غرار الجار مولودية قسنطينة ورائد القبة. حيث سيسعى بلعيدي إلى تشريف ألوان فريقه الجديد وتأكيد صحة الوجه الذي أبان عنه أمام المدية. كما سيواجه ياسف حمزة مولودية باتنة الذي حمل ألوانها الموسم المنصرم قبل أن يرغم على المغادرة قبل نهاية الموسم بعدّة جولات، بسبب سوء تفاهمه مع المسيّرين حول قضية المستحقات.
نحو الإبقاء على بيطام وزغيدي في المحور
يرشّح أن يحافظ الطاقم الفني على الاستقرار في عديد المناصب الأساسية، خاصة
ما يتعلق بمحور الدفاع الذي ينشط فيه بيطام الذي أبان مهارات عالية أمام المدية إضافة إلى زغيدي الذي سخر إمكاناته للعب في هذا المنصب رغم أنه ينشط في وسط الميدان الدفاعي، قبيل أن يكتشف المدرب بن جاب الله قدرته على مساعدة التشكيلة في المنصب الجديد على هامش تجريبه في الجولات الأخيرة من الموسم المنصرم.
آخر مواجهة انتهت بثنائية للمولودية
تعود آخر مواجهة بين المولودية وشباب قسنطينة إلى موسم 2007-2008، ففي الوقت الذي انهزم الباتنية في قسنطينة بهدفين لواحد في مرحلة الذهاب، إلا أن أبناء شرادي آنذاك كانت لهم كلمتهم في لقاء العودة بعد تفوقهم بثنائية نظيفة وقعها عبادي والمرحوم لحمر في بداية الشوط الثاني، التي عزّزت حظوظ أصحاب اللونين الأبيض والأسود في لعب ورقة الصعود.
التنقل إلى قسنطينة صبيحة الغد
فضّلت الهيئة المسيرة للمولودية أن يتم التنقل إلى قسنطينة صبيحة غد الجمعة في حدود الساعة الثامنة، عبر حافلة يتم كراؤها لهذا الغرض، على أن يتم تناول وجبة الغداء بنسبة كبيرة في أحد مطاعم عين مليلة. وقد تم اتخاذ هذا القرار بناء على قرب المسافة بين المدينتين، ولتفادي مصاريف إضافية في ظلّ الأزمة المالية التي تتخبط فيها الإدارة الباتنية منذ بداية الموسم.
بلعيدي: “السياسي تربّيت فيه.. ولن نكون الضحية في حملاوي”
كيف تسير التحضيرات تحسبا للقاء المنتظر أمام شباب قسنطينة؟
تحضر بصورة عادية وفي أجواء هادئة، خاصة أن الوضعية النفسية للاعبين تبعث على الارتياح عقب الفوز الذي حققناه في أول جولة أمام أولمبي المدية، وهو ما يجعلنا نتفاءل بالمهمة التي تنتظرنا هذا الجمعة.
كيف تنظر إلى هذا اللقاء؟
سيكون صعبا دون شك، خاصة أن المنافس فريق عريق ويستحق الاحترام، إلا أن المولودية أيضا تملك تشكيلة شابة قادرة على قول كلمتها فوق الميدان، وهو ما يحفزنا على خوض اللقاء بنية الظهور بأداء طيب والعمل على العودة بنتيجة إيجابية.
حسب تصريحات لاعبي شباب قسنطينة فإنهم يراهنون على الفوز لتعبيد طريق الصعود من الآن، ما رأيك؟
لم نلعب سوى جولة واحدة في البطولة، ومن غير الممكن إفراز الأندية التي ستلعب على الصعود من عدمها، بدليل أننا نحتل نفس المرتبة مع شباب قسنطينة وبقية الفرق التي استهلت الجولة الأولى بفوز، وعليه فإن الكل يطمح في لعب الأدوار الأولى والصعود إلى القسم الأول، وهو ما يجعل هذا الكلام أمرا عاديا بالنسبة إلينا، لأن الميدان هو الأساس في مثل هذه المواعيد.
هل ترى أن فوزكم الأخير أمام المدية سيحفزكم على خوض لقاء الجمعة بنية إحداث المفاجأة؟
هذا ما نهدف إليه، ففي كرة القدم كلّ شيء ممكن، ولا مجال للحسابات المسبقة، وهو ما يجعلنا نتنقل إلى قسنطينة بنية العودة بنتيجة إيجابية، وأعد الأنصار أننا لن نكون الضحية في ملعب حملاوي مهما كانت صعوبة المهمة.
ما شعوركـ وأنت تواجه فريقك السابق؟
شباب قسنطينة هو الفريق الذي تربيت فيه، وأحتفظ بذكريات جميلة عنه قبل أن أخوض تجارب في أندية أخرى، على غرار رائد القبة ومولودية قسنطينة، قبل أن ألتحق هذا الموسم بمولودية باتنة. وبحكم أنني أمضيت عقدا مع المولودية فسوف أعمل على تشريف ألوانها بصرف النظر عن الفريق الذي سأواجهه في البطولة.
هل أنت راض بالمردود الذي قدّمته في أول ظهور رسمي لك مع المولودية؟
على العموم أنا راض، حيث حاولت أن أؤدّي ما هو مطلوب مني وفقا للتوجيهات المقدمة من المدرب، والبطولة لازالت طويلة ما يجعلني أعمل جاهدا حتى أكون في مستوى ظنّ الأنصار وأسرة المولودية.
