قالت الدكتورة إنعام بيوض، مديرة المعهد العالي للترجمة، أن ندوة الجزائر حول تعريب التعليم والتنمية البشرية المقامة بجنان الميثاق، تدخل ضمن الكثير من النشاطات التي نظمت في هذا الصدد في الوطن العربي.
وأضافت لدى نزولها ضيفة على القناة الإذاعية الأولى، اليوم الثلاثاء،:” الشيء المؤسف هو أن هذا النشاط يترجم انشغال الطبقة النخبة المثقفة العربية لكنه لا يجد صدى لدى صانعي القرار لان الأمر مسألة بقاء ووجود على الخريطة الدولية والخريطة اللغوية وعلى موقعنا في العالم”.
وتابعت موضحة: “هناك قرارات كثيرة لاجتماعات مجالس وزراء التعليم العالي في العالم العربي خاصة تلك التي تم تنظيمها على مستوى جامعة الدول العربية، حيث تدخل كلها في صميم موضوع تعريب التعليم والتنمية البشرية، ولكن ما نراه على ارض الواقع يبقى دون الطموحات ودون التطلعات.
وأرجعت إنعام بيوض أسباب عدم تطبيق تلك القرارات إلى “أسباب كثيرة” منها أن عملية تعريب التعليم تتطلب وقتا”، لكنها أكدت انه لا بد من استغلال هذا الوقت لوضع سياسات او خطة عمل لتوفير المحتوى للغة العربية وإعادة الاعتبار لهذه اللغة” ، مشيرة إلى أن الجامعات العربية قامت بأصعب مهمة في التعريب وهي تعريب العلوم الإنسانية ومشكلة تعريب العلوم تكمن في عدم وجود الكوادر المؤهلة لهذا التعريب ووجود المصطلحية ووجود المرجعيات.
وفي هذا الصدد قالت بيوض أنه يجب إن تكون هناك خطة قابلة للتنفيذ للقيام بالترجمة العلمية حتى يتم توفير هذه المادة، كما يجب تكوين الكوادر المؤهلة والقادرة على القيام لهذه العملية على النحو المطلوب حتى لا تكون عملية ارتجالية، مضيفة ان الجزائر لها تاريخ في التعريب حيث أنها انطلقت من الصفر بعد الإستقلال وقامت بعملية جبارة لنصل في سنة 2010 إلى عدد كبير من الأطفال المتمدرسين والحاصلين على شهادة البكالوريا وقطعت أشواطا كبيرة جدا في التعليم باللغة العربية.
من جهة أخرى أرجعت إنعام بيوض ضعف اللغة العربية إلى تخاذل أهلها حيث جنحت إلى الاستهلاك دون محاولة تمثلها وإعادة ابتكارها من جديد بالطريق التي تلائم بيئتنا واختياراتنا التنموية، مشيرة إلى إن الكثير من البلدان الصغيرة لم تتخل عن لغتها مثل كوريا التي أصبحت أكثر الدول تطورا بلغتها وأيضا المجر والصين واليابان.
وقالت:” لا يوجد بلد تخلى عن لغته في عملية التنمية”، مؤكدة أن اللغة لم تكن يوما عائقا أمام التنمية.