نعم إنه درس قاسٍ وبليغ تعلمه برشلونة ومدربه بيب غوارديولا وعشاق الكرة الجميلة وهو درس قديم- جديد وفحواه أن كرة القدم لم تكن ولم تزل لا تعترف بالعروض الجميلة واللمحات الفنية ولا بالجمل الهجومية ولا حتى بالسيطرة أو التلاعب بالخصم بل بالنتائج الرقمية التي قد تكون قاسية في أحيان كثيرة.
عقب نهائي مونديال 1982 علق غيرد موللر هداف ألمانيا التاريخي على فوز الطليان بأنه خبر سار جداً لأن فوز المانشافات يومها اعتبر كارثة في حال حدوثه فالفريق تحت قيادة يوب دير فال لم يقدم سوى مباراة وحيدة (عليها القيمة) وعدا ذلك فقد كان مستواه أقل من عادي.
أما سقراط قائد فناني السامبا في تلك البطولة فقال عقب خسارة البرازيل أمام إيطاليا في ربع النهائي إذا التقينا الطليان في 10 مباريات فسنفوز بها جميعاً لكن هذا اليوم كان الفوز من نصيب الأتزوري.
إذاً هي فلسفة كرة القدم التي لا تخضع لمنطق أو تحليل سوى أنها حاملة الأسرار وأهم سر في هذه اللعبة هي غرابة ومأساوية نتائجها وهو ما جعل كل هذا التعلق بها، ففي أسبوع واحد خسر برشلونة ومدربه غوارديولا زرع موسم كامل وبات على أبواب الخروج بوفاض خال من خمسة ألقاب حصدها في العام الماضي فكان قرار الرحيل عن نيوكامب صائباً برأي الكثيرين.
على الهامش
شتان ما بين تصريح غيرد موللر قبل ثلاثين عاماً وما قاله فرناندو توريس صاحب هدف التعادل الذي أكد تأهل تشيلسي إلى نهائي دوري الأبطال على حساب برشلونة عندما قال إنه لا يخجل من الطريقة التي لعب بها فريقه وأقصى بها بطل أوروبا فالمهم هو الوصول إلى الهدف أي إن الغاية تبرر الوسيلة.
على الرغم من عدم تأهل برشلونة إلا أنني كنت سعيداً أو لنقل شامتاً برئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني الذي كان قد أعلن قبل انطلاق مباريات ربع النهائي أن النهائي المثالي لنسخة هذا العام من الشامبيونز ليغ هو لقاء الريال والبرشا إلا أن كرة القدم خذلته وتأهل البايرن وتشيلسي.
النادي اللندني أثبت أنه ما زال كبيراً وقد وصل للنهائي للمرة الثانية في تاريخه وأتمنى له التتويج هذا المرة، فالبلوز استحق لقباً أوروبياً على الأقل في العقد الأخير وربما ينجح الفريق الذي لا يقارن بتشكيلة عام 2005 أو 2008 بما عجز عنه مورينيو وغيره.

بقلم خالد عرنوس