منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


description???في الصبر على المكاره و مدح التثبيت و ذم الجزع

more_horiz
قد مدح الله تعالى الصبر في كتابه العزيز في مواضع كثيرة وأمر به وجعل أكثر الخيرات مضافًا إلى الصبر، وأثنى على فاعله وأخبر أنه سبحانه وتعالى معه، وحثَّ على التثبت في الأشياء ومجانبة الاستعجال فيها. فمن ذلك قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(1) فبدأ بالصبر قبل الصلاة ثم جعل نفسه مع الصابرين دون المصلين، و قوله تعالى: {إنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}(2) ، و قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا }(3) ، وقوله تعالى: {وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا}(4) ، وبالجملة فقد ذكر الله سبحانه وتعالى الصبر في كتابه العزيز في نيف وسبعين موضعًا، وأمر نبيه صلى الله عليه و سلم به فقال تعالى: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أَوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ}(5) .

وقد روي عن النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك أخبار كثيرة، فمن ذلك قوله صلى الله عليه و سلم : « النصر في الصبر » ، وقوله عليه الصلاة والسلام: « بالصبر يتوقع الفرج » ، وقوله: « الأناة من الله تعالى ، والعجلة من الشيطان »(6) . فمن هداه الله تعالى بنور توفيقه ألهمه الصبر في مواطن طلباته والتثبت في حركاته وسكناته. وكثيرًا ما أدرك الصابر مرامه أو كاد، وفات المستعجل غرضه أو كاد. وقال الأشعث بن قيس: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه فوجدته قد أثر فيه صبره على العبادة الشديدة ليلاً ونهارًا، فقلت: يا أمير المؤمنين إلى كم تصبر على مكابدة هذه الشدة ؟ فما زادني إلا أن قال:
اصبرْ على مَضَضِ الإدلاج(7) في السّحَرِ ... وفي الـرواحِ إلى الطاعـات في البُكَـرِ
إنِّــي رأيـــتُ وفــي الأيـــامِ تـــجــربـــةٌ ... للصَّــبـْـرِ عـاقـبـــةٌ مـحـمـــودةُ الأثــرِ
وقَــــلَّ مَــنْ جَـــدَّ فــي أمـــرٍ يــؤمــلـــه ... واسـتَصْحَبَ الـصَـبــر إلا فَـازَ بالظَفَرِ

فحفظتها منه، وألزمت نفسي الصبر في الأمور فوجدت بركة ذلك.
وعن أبي سعيد الخدرى وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: « ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ(8) ولا همٍّ ولا حزنٍ ولا أذى ولا غمٍّ حتى الشوكة يُشَاكُّهَا إلا حطَّ الله بها من خطاياه ». وعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافى به يوم القيامة »(9) وقال صلى الله عليه و سلم: « إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط » رواه الترمذي وقال: حديث حسن(10) .
وعن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: « الضرب على الفخذ عند المصيبة يحبط الأجر، والصبر عند الصدمة الأولى، وعظم الأجر على قدر المصيبة، ومن استرجع(11) بعد مصيبته جدَد الله له أجرها كيوم أصيب بها ».
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال: احفظوا عني خمسًا، اثنتين واثنتين وواحدة: لا يخافن أحدكم إلا ذنبه، ولا يرجو إلا ربه، ولا يستحي أحد منكم إذا سئل عن شيء وهو لا يعلم أن يقول لا أعلم، واعلموا أن الصبر من الأمور بمنزلة الرأس من الجسد؛ إذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد، وإذا فارق الصبر الأمور فسدت الأمور، و أيما رجل حبسه السلطان ظلمًا فمات في حبسه مات شهيدًا؛ فإن ضربه فمات فهو شهيد.

وروي في البحر: لما نزل قوله تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}(12) قال أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه: يا رسول الله، كيف الفرح بعد هذه الآية ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « غفر الله لك يا أبا بكر أليس تمرض؟ أليس يصيبك الأذى؟ أليس تحزن؟ » قال: بلى يا رسول الله. قال: « فهذا ما تجزون به » يعني جميع ما يصيبك من سوء يكون كفارة لك. وبهذا اتضح لك أن العبد لا يدرك منزلة الأخيار إلا بالصبر على الشدة والبلاء.

من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبهيشي . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1)- سورة البقرة : 153. (2)- سورة الزمر : 10.

(3)- سورة السجدة : 24. (4)- سورة الأعراف : 137.

(5)- سورة الأحقاف : 35. (6)- أخرجه : الترمذي في كتاب البر و الصلة 2012.

(7)- الإدلاج : السير. (8)- الوصب : التعب الشديد.

(9)- أخرجه : الترمذي في كتاب الزهد 2396. (10)- أخرجه : الترمذي في الزهد 2396.

(11)- أي : قال : { إِنا لله و إنا إليه راجعون } . (12)- سورة النساء : 123.

description???رد: في الصبر على المكاره و مدح التثبيت و ذم الجزع

more_horiz
مابعد الضيق الا الفرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها**** فرجت وقد ظننتها لن تفرجي
شكرااا جزيلا ليلى على الموضوع

description???رد: في الصبر على المكاره و مدح التثبيت و ذم الجزع

more_horiz
بارك الله فيك ليلي على الموضوع

description???رد: في الصبر على المكاره و مدح التثبيت و ذم الجزع

more_horiz
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد