قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : « ثلاثة في ظل العرش : عائد المريض ، ومشيع الموتى وطائع والديه » . وفي رواية : « ومعزي الثكلى » . ومن السنة تخفيف الجلوس في العيادة ، مرض بكر بن عبد الله المزني فعاده أصحابه فأطالوا الجلوس عنده فقال : المريض يعاد ، والصحيح يزار. قال الشاعر:
يـعــدن مـريـضًا هُــنَّ هـيَّـجــن دَاءه ..... ألا إنّـمـــا بـعـضُ الـعَـوَائِــد دائـيــا
وقيل : إذا دخل العواد على الملك فحقهم أن لا يسلموا عليه فيحوجوه إلى رد السلام ، ويتعبوه ، فإذا علموا أنه لاحظهم ؛ دعوا له وانصرفوا . قيل : مرض إنسان فكتب إليه بعض أصدقائه : كشف الله عنك ما بك من السقم ، وطهرك بالعلة من الخطايا ، ومتعك بأنس العافية ، وأعقبك دوام الصحة .
ومرض إنسان فكتب إليه صديقه :
بـإخـوانــك الأدنـيــنَ لا بِــكَ كــلُّ مَـــا ..... شـكَــوت إلي الـقـيَّــام مــن أَلــم الــوَردِ
فـكــل امْــرئٍ مـنـهــم بَـقْــدرِ اْحتماله ..... وإن عَـجَــزُوا عَـنْــه تـحـمَّـلَـتُـهُ وحْـدي
فـكــل امْــرئٍ مـنـهــم بَـقْــدرِ اْحتماله ..... وإن عَـجَــزُوا عَـنْــه تـحـمَّـلَـتُـهُ وحْـدي
وقال آخر:
بـيَ الـسُّــوءُ والـمـكْـرُوهُ لا بِــكَ كُـلَّــمــا ..... أرادَكَ كَـانـا بِي وكَـان لَــكَ الأجــرُ
وقال عبد الله بن مصعب :
مـالي مـرضــتُ فـلــم يَـعـدنــي عَــائــدٌ ..... مِـنْـكُــم ويَـمْـرضُ كـلـبُـكــم فَـأعـــود
فسمى بعد ذلك عائد الكلاب . وعاد مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه بعض المرضى فقال :
وقال علي بن الجهم :
أراقِــدَ الليــل مَـسْـرورًا عَـدِمـت إذا ..... عـيشي ، وأَحْـمَـدُ يَرْعَى لَيْله وَصبا (1)
الله يَــعْــلــــمُ أنـي قــد نـــذرتُ لـــه ..... صِـيــام شَـهْـــرٍ إذا مــا أَحْــمــدُ ركـبـا
الله يَــعْــلــــمُ أنـي قــد نـــذرتُ لـــه ..... صِـيــام شَـهْـــرٍ إذا مــا أَحْــمــدُ ركـبـا
وقال أخر :
إذا مَـرِضـتــمْ أتـيـنــاكــم نَـعُــودكـُـمْ ..... وتُـذْنِـبُـــونَ فَـنَـأتـيـكـــم ونَـعْـتَــذِرُ
وقال آخر :
أعــاذك الله مــن أشـيـــاء أربـعـــة ..... الـمــوتُ والـعـشــقُ والإفْــلاسُ والـجــرب
وقيل : إن حق العيادة يوم أو يوم بعد يومين وعلى الأول قول الشاعر:
قـالَـتْ مـرضـتُ فـعـدتـها فتبرَّمْــــتْ ..... فهي الصَّـحـيـحـة والـعـلـيــلُ الـعائــدُ
والله لــو أن الـقُـلُـــوبَ كَـقـلـبـهــــا ..... مــا رَقَّ للولـــدِ الـصـغـيـــرِ الــوالـــد
والله لــو أن الـقُـلُـــوبَ كَـقـلـبـهــــا ..... مــا رَقَّ للولـــدِ الـصـغـيـــرِ الــوالـــد
وعلى الثاني قول بعضهم :
حــقُّ الـعـيــادة يـــومٌ بـعــدَ يـومـيـــنِ ...... وجـلـســةٌ مـثــلُ خـلـس اللـحــظِ بــالعين
لا تــبـرمــن عـلـيـلاً فـي مـســاءلــــة ...... يَـكْـفـيـــك مـــن ذاك تَـسـألٌ بـحـرفـيــــن
لا تــبـرمــن عـلـيـلاً فـي مـســاءلــــة ...... يَـكْـفـيـــك مـــن ذاك تَـسـألٌ بـحـرفـيــــن
وفضل العيادة مشهور وشرفها مذكور و بها تعظم الأمور. والله الموفق للصواب .
من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)- وصبا : مرضًا .