بإجرائه أول اختبار كروي ودي ضدّ صربيا،
هذا الأربعاء، يكون المنتخب الجزائري لكرة القدم بصدد قلب صفحة رحلته
الإفريقية الأخيرة بأنغولا التي خرج منها بمرتبة رابعة مشرفة إلى حد ما،
وستكون مقابلة زملاء زياني ضدّ رفاق فيديتش بملعب 5 جويلية ابتداء من
الساعة 19.15 سا، افتتاحا فعليا لرحلة الاستعداد للمونديال الجنوب إفريقي
الواعد بعد مائة يوم من الآن.
وسيبدأ الخضر شوطا حاسما في تحضيراتهم لنهائيات كأس العالم 2010، من خلال
مواجهة المنتخب الصربي القوي الذي يضم فرديات لامعة في خطوطه الثلاثة، فرصة
للناخب الوطني رابح سعدان للخروج بجملة من الدروس وتدوين عديد الملاحظات
بشأن جاهزية أشباله قبل الموعد الكبير بجوهانسبورغ.
وتحسبا لمقابلة الجزائر مع صربيا الذي سيُلعب وفق حسابات أخرى على كل
الأصعدة ، وجه المدرب الوطني رابح سعدان الدعوة ل20 لاعبا،وهي القائمة التي
تتسم بعودة كل من المهاجم رفيق جبور (ا.أثينا)، وشاذلي عمري لاعب وسط
ميدان نادي (مايينس05) الألماني.
ويعتبر المدرب الوطني رابح سعدان، أن مواجهة المنتخب الوطني الودية ضد رفاق
نيمانيا فيديتش وسط ميدان الدفاعي لمانشيستر يونايتد، ستكون فرصة جيدة
للوقوف عن قرب على إمكانيات العناصر الجديدة.
وقيّم سعدان هذه المباراة بقوله أنها ستكون امتحان ودي من مستوى عالي
وبمثابة اختبار جدي للعناصر الجديدة، وأضاف سعدان:”سنقوم بمعاينة وتعديل
التشكيلة، والمهم من كل هذا هو تصحيح كل الأمور قبل المونديال” حسب سعدان
الذي برمج حصتين تدريبيتين قبل المقابلة، بينها واحدة جرت أمس الاثنين
بملعب 5 جويلية.
من جهته، يرى مدافع المنتخب الوطني مجيد بوقرة الذي قطع رفقة فريقه خطورة
كبيرة نحو التتويج بلقب البطولة الاسكتلندية، بعد فوز فريق غلاسكو رانجرز
في المقابلة المحلية ضد سيلتيك بـ(1-0)- أن المنتخب الوطني مطالب بالنجاح
في تحضيراته من اجل خوض غمار المنافسة العالمية بشكل جيد، ويضيف
بوقرة:”إنها مقابلة ودية دولية ستفيدنا كثيرا تحسبا للمونديال، ونحن
متحمسون للعب هذه المواجهة بملعب 5 جويلية أمام جمهور غفير، وعلينا النجاح
في التحضيرات لخوض المونديال بشكل جيد “، على حد تأكيد بوقرة .
بدوره، يقول حسان يبدة:”أنا اعرف جو ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، لكني متشوق
جدا لمعرفة الجو الخاص لملعب 5 جويلية الذي سمعت عنه الكثير وسنسعى لإرضاء
جمهورنا خلال هذه المواجهة الودية مع منتخب صربيا “، على حد تأكيد يبدة
صاحب هدف الفوز الذي حققه فريقيه يوم السبت في البطولة الانجليزية أمام
نادي بيرنلي (2-1).
ومعلوم أن المنتخب الوطني الجزائري سيلعب مقابلة ودية أخرى تحسبا للمونديال
تجمعه بالمنتخب الايرلندي بدوبلن 28 ماي، قبل مواجهة منتخب الإمارات
العربية المتحدة يوم الرابع جوان المقبل بملعب 5 جويلية، ليكون ذاك آخر
مقابلة قبل الالتحاق في اليوم الموالي عبر رحلة خاصة بجنوب إفريقيا لخوض
المغامرة ضدّ منتخبات سلوفينيا، انجلترا والولايات المتحدة الأمريكية.
لم يبق سوى مائة يوم لتعويض حرقة 24 سنة غياب
يبدأ من هذا الأربعاء العد العكسي في مرحلة التحضيرات الجدية للمونديال،
ومن ثلاثية الأرقام اليومية ستتحول الى ثنائيات حتى تصير إلى الآحاد ستنتهي
معها لحظات غياب مزمنة استمرت 24 سنة.
ويُنتظر أن تشهد الفترة القليلة المقبلة تغييرات في صفوف الخضر، وهو
سيناريو لمّح إليه شيخ المدربين – كما يحلوا لكل الجزائريين تلقيبه – حيث
وعد صانع ملحمة أم درمان بإحداث تغييرات عميقة على مستوى خطي الوسط
والهجوم، خاصة وأن الآتي جلل ومنافسي الخضر في المجموعة (ج) تعتمد على
مهارات وتلعب كرة حديثة.
لقد أصبحت كأس إفريقيا الـ27 من الماضي، ولم يتبقى من ذلك الماضي سوى
“العبر المستقاة ” من الأخطاء أو النقائص، وبما أن العارضة الفنية للمنتخب
الوطني تدرك تمام الإدراك بأنّ الإنسان يتعلم من أخطائه أكثر مما يتعلم من
الصواب أو الصواب المنتفخ بالغرور، فإنّ سعدان ومعاونيه سيتداركون حتما
الأخطاء، وسيسرع “أولاد” سعدان ورفاق الوافد الدولي الجديد مهدي لحسن رئة
نادي راسينغ سانتدار الاسباني، ابتداء من هذه المواجهة الودية في الاستفادة
من النقائص الماضية وسد الثغرات المفتوحة التي تحول دون ترك المنتخب
الوطني لقمة سائغة لخصومه.
ويبقى أنّ الخضر الذي شهد له خبراء الكرة بأنه فريق من طينة المنتخبات
العالمية، مدعو لشحن بطارياته والوصول إلى مستوى عالي من الجاهزية،
واستكمال تحضيراته خلال الثلاثة أشهر القادمة.