أضفت الأيام
الإعلامية والتحسيسية الخاصة بتقييم المرحلة الأولى من مشروع الحفظ
والاستعمال الدائم للتنوع البيولوجي في حضيرتي الأهقار والتاسيلي
بتمنراست، بجملة من التوصيات لم ينل فيها قطاع السياحة الحظ الكافي من
النقاش.
وأخذ جانب الإعلام والاتصال حصة الأسد في
النقاش لما له من دور مهم في غرس ثقافة الحفاظ على التنوع البيولوجي
والبيئي في حضيرتي الأهقار والتاسيلي .
وتوجت نتائج النقاشات والتقييم التي دامت
ثلاثة أيام بمجموعة من التوصيات تخص جانب الاتصال من جهة وجانب الفلاحة
والموارد المائية وتهيئة الإقليم من جهة أخرى، حيث أضفت توصيات الاتصال
بضرورة تنظيم لقاءات دورية تضم كل القطاعات ممثلة ضمن لجنة عمل على المستوى
المحلي مهمتها متابعة الاتصال.
وأوصت وثيقة الاتصال كذلك على وضع شبكة
معلوماتية واتصالية على المستويين المحلي والوطني من أجل الإشراف على عملية
التكوين لصالح الأطراف ذات الصلة عن طريق الاتصال الحواري الفعال،
بالإضافة إلى خلق موقع إلكتروني تفاعلي مخصص لهذا الغرض يراعى فيه تعدد
اللغات ويجدد باستمرار.
كما ركزت التوصيات على ضرورة العمل لتحسين
وبناء قدرات الشريك الاجتماعي المتمثل في الحركات الجمعوية والمنظمات وكل
أطياف المجتمع المعنية بالمشروع.
بينما أوصت وثيقة الفلاحة والموارد
المائية وتهيئة الإقليم بتعميم نتائج المشروع لتشمل مواقع الحضائر الثقافية
الأخرى من الوطن، خصوصا وأن التجربة أنجزت بسواعد تقنيين وخبراء جزائريين
مائة بالمائة وهذا انجاز كبير أثار إعجاب التقنيين الأجانب مع التركيز على
ضرورة إشراك كل القطاعات المعنية والتنسيق فيما بينها لأجل وضع مخطط عمل
خصيصا للحضائر الثقافية .
وشدد الموصون في النهاية على إرساء منهجية
اتصال توطد العلاقة مع وسائل الإعلام الوطنية عن طريق عقد لقاءات دورية مع
الإعلاميين لشرح تطورات المشروع.
مشروع حظيرتي الأهقار والتاسيلي كلف 1000 مليون دينار خلال 10سنوات
وكان مدير الحظيرة الوطنية
للطاسلي صالح امقران أكد على هامش الأيام الاعلامية الخاصة بتقييم المرحلة
الأولى من مشروع “الحفظ والاستعمال الدائم للتنوع البيولوجي في حضيرتي
الأهقار والتاسيلي” بتمنراست بأن الجزائر تصرف سنويا على المشروع ما معدله
100 مليون دينار ومنذ سنة 1999 إلى يومنا هذا بلغت المصاريف 1000 مليون
دينار.
لكن ماهو أهم من كل هذا
-يضيف أمقران- هو نتائج المشروع الذي قام عليه خبراء وتقنيون جزائريون مائة
بالمائة وهذا في حد ذاته مؤشر جد إيجابي، فضلا عن أنه سيقدم مادة علمية
جزائرية جاهزة لطلبتنا وباحثينا دون عناء.
من جهتها قدمت ممثلة صندوق
الأمم المتحدة لدعم التنمية بأن الأمم المتحدة ايسياني لاب مساهمة للمشروع
مقدارها 3.725 مليون دولار -وهو مايعادل 5 بالمائة مما تصرفه الجزائر
سنويا- وذلك من مجموع 8.74 مليار تقدمه عالميا في إطار حماية البيئة
والتنوع البيولوجي.
كما عرض سيد علي رمضان
المنسق الوطني للمشروع، شروحات لبرنامج عمل وأنشطة المرحلة الأولى المنتهية
من مشروع حضيرتي الأهقار و الطاسيلي والتي مست كل من تاسا 600 كلم 2 و
بتفدست بـ4800كلم2 وسويبدربـ10ألاف كلم 2 و سكول بـ 25 ألف كلم وميداك بـ
3.600 كلم2 .مؤكدا بأن مشروع القالة فشل لأن الاموال التي صرفت عليه لم
تأت بنتيجة إيجابية.
واتفق المشاركون على النقاط
الأساسية للمشروع والمتمثلة في إدماج المواطنين وإضفاء الانتعاش على
النشاط السياحي بالإضافة إلى ضرورة تسليط الرقابة على الوافدين السياحيين
حرصا على حفاظا على استمرارية التنوع الأثري والبيولوجي بالمنطقة.
كما تم الإعلان عن المحاور
الأساسية للشطر الثاني من المشروع المتضمن دراسة بناء متحف خاص للحظيرة
التي سيتم فيها تنصيب مواقع المراقبة بالطاقة الشمسية أيضا ،إلى جانب خريطة
عمل لحفظ التنوع البيئي والبيولوجي من خلال تعزيز الحضائر بالحراسة وتكثيف
التكوين للعاملين والإداريين ، بالإضافة إلى تسخير وسائل الإعلام و
الاتصال لخدمة المشروع ودراستها.
تومي : كنوز حضيرتي الأهقار والتاسيلي أكبر من
جهود الحفظ والاستعمال
وكانت وزيرة
الثقافة خليدة تومي حذرت من ظاهرة “القرصنة البيولوجية” التي تقودها
الأمبريالية الخضراء التي أتت على بعض الأنواع النباتية في الهند وفي
والاكوادور والشيلي كـ” النيم” وهي شجرة متعددة الاستخدامات التقليدية”
و”الحنطة السوداء”.
ونوهت الوزيرة في كلمة
وجهتها إلى الأيام الإعلامية والتحسيسية لاختتام المرحلة الأولى من مشروع ”
الحفظ والاستعمال الدائم للتنوع البيولوجي في الحضيرتين الوطنيتين للأهقار
والتاسيلي” بضرورة ألا تقتصر دلالات التنوع البيولوجي الحيواني والنباتي
في حضيرتي الأهقار والطاسيلي فقط على النظام الإيكولوجي وحده بل يجب أن
تشمل الأبعاد السوسيو الثقافية ، كشجرة السرو بالتاسيلي التي لها مضمون
تراثي عميق يعود إلى نشأة الكون في منطقة التوارق مؤكدا في الوقت ذاته على
قلة المساعي والجهود التي تبقى شحيحة إذا ماقورنت بالقيم الاجتماعية،
الثقافية والاقتصادية لهذه المجتمعات المرتبطة بعمق مع ترابها وهويتها،
وهذا حسب الوزيرة الدافع لوضع نظام الحضائر الثقافية للإحاطة والتوفيق بين
الطبيعي والثقافي ضمن أفق التجزئة” .
من جهته كشف المتحدث باسم
مديرية التراث بوزارة الثقافة مراد بطروني عن مشروع خاص لاعادة الاعتبار
لحضيرة الطاسيلي والتي ستدعم من طرف شركة سوناطراك للطاسيلي وسيدخل المشروع
حيزالتنفيذ في القريب العاجل. حيث من المنتظر ان يتم استرجاع الحيوانات
النادرة والتي من دورها ان تعيد الاعتبار للجانب الجمالي للحضيرة
وقال المتحدث بأن هناك
مشروعا طور الانجاز والدراسة يجمع وزارة الثقافة بالاضافة الى حضيرة
الطاسيلي وشركة سونطراك للطاسيلي زيادة على بعض الجامعات الجزائرية – على
وجه التحديد جامعة تيزي وزو- ويتعلق باحياء الجانب الجمالي والحيواني خصوصا
والخاص بحضيرتي الاهقار والطاسيلي،حيث سيدخل حيز الانجاز في القريب العاجل
بعد ان تم دراسة المشروع المدعوم من طرف شركة سونطراك للطاسيلي. الذي يأتي
في اطار تعزيز وتفعيل القطاع السياحي في الجزائر بكل ما هو خاص ومميز.
من جانبه أكد المندوب المقيم
لبرنامج صندوق الامم المتحدة الانمائي في الجزائر “ممادو باي” بان الهقار
ليس من حق الجزائر ولا يعني هذه الاخيرة وحدها فحسب بل اعتبره وجها للعالم
الثالث والدول الافريقية من خلال ما يكتسيه من طابع سياحي افريقي مميز، من
شانه ان يرقى بالقارة الافريقية والجزائر كبلد مهم في المرحلة الحالية
والمستقبلية.واضاف ممادو في كلمته الافتتاحية ان المنظمة التي يمثلها ستقدم
بكثير من الرعاية والاهتمام الدعم اللازم للجزائر من اجل تطوير الحضيرة
السياحية للاهقار والطاسيلي.
تجدر الإشارة إلى أن الأيام
الإعلامية التي تحتضنها ولاية تمنراست على مدار اربعة ايام (من 22 الى 25
مارس الجاري) ، جاءت لتقييم المرحة الأولى لمشروع ” الحفظ والاستعمال
الدائم للتنوع البيولوجي في الحظيرتين التاسيلي والأهقار” الذي انطلق سنة
2004 بالشراكة مع صندوق الأمم المتحدة الانمائي، وهو انجاز خبراء وتقنيين
جزائريين مائة بالمائة للخروج بنتائج توجه عمل المرحلة الثانية من المشروع .