معاك يا الخضرة رابحة ولا خاسرة لن ينقص فوز المنتخب المصري على نظيره الجزائري من قيمة ''الخضر'' ولا من سمعة لاعبيه وحنكة مدرّبه.ولن تغيّر هذه الكبوة من واقع لا يمكن نكرانه أو تناسيه، إنه ''المكسب المونديالي'' الذي يظّل المرارة التي ترافق الكرة المصرية طيلة الخمسة أشهر القادمة، حين تعطى إشارة انطلاق نهائيات كأس العالم وتكون الجزائر هي الممثّل الوحيد للكرة العربية في أكبر تظاهرة كروية على الإطلاق. لم نكن ننتظر أن نكسب على طول الخط وألاّ نخسر أية مباراة، بل على العكس، كنّا نتوقّع أن نتعثّر ونخسر، لأن كرة القدم مكسب وخسارة في الواقع، لكن ما لم يكن يتوقّعه أحد، أن تظهر التشكيلة الجزائرية على طريقة الكبار وهي تعود من الباب الواسع إلى الدورة النهائية لكأس أمم إفريقيا التي غابت عنها لمرتين متتاليتين. في الحقيقة، لم نكن من جانبنا نبحث عن الثأر، لأننا أثبتنا بأننا الأقوى على بطل إفريقيا مرتين، حين جعلنا حلم المونديال كابوسا، وقدّمنا دروسا في الواقعية والإرادة حين أخرجنا نجوم كوت ديفوار من السباق، بكيفية لا يمكن أن تصنع إلاّ من العمالقة الكبار، إلى درجة انتاب الشك مصر قبل غيرها من المنتخبات، وأضحى اسم المنتخب الوطني الجزائري يصنع الحدث قاريا في دورة أنغولا ودوليا مع حديث منافسي ''الخضر'' في المونديال، عمّا يمكن أن تصنعه الكرة الجزائرية، في المناسبات الكبيرة، وحين تكون على موعد كروي مع الكبار. الأمثلة عن إنجازات الكرة الجزائرية لا تعدّ ولا تحصى، فالجزائر كبيرة كرويا وستظل كذلك، وموعدنا مع عشّاق الكرة العربية مع مونديال جنوب إفريقيا، فقد طوينا صفحة المنافسة القارية والجمهور الجزائري أدرك اليوم، بما لا يدع مجالا للشك، بأننا خسرنا لقبا فعلا لكننا كسبنا منتخبا وجيلا متميزا من اللاّعبين، الذين صنعوا أفراح الكرة الجزائرية وسيظلّون، فقد أغلقت الكرة المستديرة صفحة من جيل مصري حقق كل شيء إلاّ حلم المونديال، وكتب بأحرف من ذهب، صفحة جيل جزائري، بدأ كتاباته في صفحات الكبار بمونديال، والآتي سيكون أفضل.. فألف شكر للاعبينا، فأنتم أبطالنا ومصدر فخر الجزائر.