عرضت مساء السبت بقاعة الموقار مسرحية
“رأس الخيط” بحضور جمهور من محبي الفن الرابع ، ويندرج العرض الذي أبدعت في
إخراجه الفنانة صونيا ضمن فعاليات المهرجان الوطني لإبداعات المرأة ،
وتناولت المسرحية موضوع نضال وصبر المرأة الجزائرية التي وقفت مثل نخلة
شامخة في وجه كل الظروف القاسية التي واجهتها، حيث برعت الفنانتان عايدة
قشود وليديا لاغيني في تجسيد نص الكاتبة نجاة طايبوني على الخشبة التي
زينت بالصوف والتي نصب عليها المنسج الذي كانت “عويشة” تداعبه بأناملها
في لقطات استعراضية على أنغام موسيقى تراثية أصيلة كديكور طبيعي للمسرحية
التي تألق فيها أيضا الفنان صابر عمير في دور رجل الأحلام الذي يختفي ويظهر
في كل مرة مثل أمل جديد كما كانت روج الجدة التي تربت الأجيال على
حكاياتها حاضرة في المسرحية بحيث تستحضر البطلة “عايدة قشود” الحكم
والأمثال الشعبية التي سمعتها من الجدة وتعيد روايتها لابنتها التي تحلم
دائما بفارس الأحلام الذي يختفي كلما ظهرت الحروب والأزمات .
العرض الذي أنجزه المسرح الجهوي بسكسكدة
يروي حياة”عويشة” المرأة بقيت طوال حياتها متشبثة بماضي الأجداد التي
اعتبرته أمانة في عنقها ووفية للرجل الذي يعاهدها على صون أمانة الأجداد
وإرثهم رغم أن الخاطبين لم يكفوا عن دق بابها كصورة عن إخلاص المرأة
الجزائرية في حبها ووفاءها للرجل.
وأوضحت المخرجة “صونيا” لموقع الإذاعة
الجزائرية على هامش العرض أن المسرحية تم إنجازها في ظرف قصير بطلب من
محافظة المهرجان التي ارتأت أن يكون المسرح حاضرا في مهرجان إبداعات
المرأة والذي خصصت طبعته لهذه السنة لحرفة النسيج وقالت صونيا إن النص
كان رمزيا وموحيا بحيث يمكن التصرف فيه أثناء عملية الإخراج وأضافت
صونيا أنها اختارت أن يكون ديكور المسرحية بالصوف وخيوط النسيج حيث غضت
الخشبة بالصوف الذي يرمز للسلام والخير ، وأضافت صونيا قائلة :”لايمكن أن
نتخيل الجزائر إلا بالمرأة لأن المرأة في تاريخنا وفي بلادنا رمز كبير
فالمسرحية فيها شخصية امرأة تحكي عن حياتها الشخصية ومن وراءها حكاية هذا
الوطن ”
للإشارة فإن المسرحية لم تخلوا من المقاطع الموسيقية التي أبدعتها أنامل
الفنان صالح السامعي وهو شاب موهوب في الإبداع الموسيقي فيما خلت
المسرحية من السينوغرافيا وقد عبر بعض الذين شاهدوا المسرحية لموقع
الإذاعة الجزائرية عن إعجابهم بهذا العمل الذي يكرم المرأة الجزائرية .