ترأس رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز
بوتفليقة في إطار جلسات الاستماع السنوية التي يعقدها للإطلاع على مختلف
النشاطات الوزارية اجتماعا تقييميا مصغرا خصص لقطاع البريد و تكنولوجيات
الاعلام و الاتصال.
و بالمناسبة قدم وزير البريد و تكنولوجيات
الاعلام و الاتصال تقريرا عن تطبيق تعليمات رئيس الجمهورية والتي تجسدت في
الأعمال التي تم مباشرتها في مجال تطوير النشاطات ذات الصلة بالبريد و
تكنولوجيات الاعلام و الاتصال و تطبيقات التكنولوجيات الفضائية و بناء
مجتمع المعلومات.
و بخصوص مصالح البريد تواصلت عملية تكثيف
الشبكة البريدية عبر فتح العديد من نقاط الاتصال البريدية بالتجمعات
السكنية الكبرى و إعادة تشغيل 103 مكتب مؤخرا.
و تجسد تحسين نوعية مصلحة شبكة الاعلام
الآلي للبريد في الانتقال إلى نظام تكنولوجي فعال يشمل 520 مكتب بريد و
إدخال الشبابيك المتعددة الخدمات على مستوى أزيد من 200 مكتب بريد مما سمح
بتأمين مسار العمليات و تحسين جيد لنوعية الخدمة على مستوى الشبابيك.
و في إطار تطوير المصالح المالية للبريد و
العمليات النقدية تم تشغيل 690 موزع آلي للأوراق و توزيع 6 ملايين بطاقة
مغناطيسية لمالكي الحساب الجاري البريدي.
كما أن العملية الجارية بخصوص توفير 1000
نهائي للدفع الالكتروني و وضع 300 مكتب بريدي ب500 صندوق للتوزيع الآلي
للأوراق النقدية و إعادة توفير دفتر الصكوك من 25 صكا كلها إجراءات ستساهم
في تحسين الخدمات العمومية و الخدمات المالية البريدية المعتبرة.
و بخصوص تخفيض مدة إيصال و توزيع البريد
تم الشروع في تكثيف الشبكات و وسائل النقل و كذا إعادة تنظيم التوزيع عبر
تهيئة 60 مركز توزيع على مستوى الولايات.
توخيا لهدف التحسين المستمر لخدمة البريد
العمومية عكفت مؤسسة بريد الجزائر على مواصلة توسيع و تجديد مكاتب البريد و
التعجيل بعصرنتها وإدخال الاعلام الآلي إلى مكاتب البريد و إدخال الشبابيك
المتعددة الخدمات و تأمين نقل الأموال و العمليات النقدية.
و بخصوص تكنولوجيات الإعلام و الإتصال من
المقرر اتخاذ جملة من التدابير إصلاحية ترمي إلى تحسين بشكل ملحوظ مؤشرات
خدمات الهاتف الثابت و الهاتف المنقول و كذا الإنترنيت .
و تجدر الإشارة إلى أن طاقة المرفق الوطني
في مجال الهاتف الثابت قد بلغت إلى غاية 31 ديسمبر 2009 حوالي 4.500.000
تجهيزا خاصا بالمشتركين حيث بلغ عدد المشتركين المرتبطين ما يقارب
3.000.000 مشتركا كما تم استغلال تجيهزات الشبكة بنسبة تفوق 70 بالمئة.
و من جهة أخرى تتوفر الجزائر على منشآت
تغطي مجموع التراب الوطني بفضل شبكة إرسال تقدر سعتها بأزيد من 60.000 كلم
من الألياف البصرية و حوالي 50.000 كلم من الموجات الهرتزية الرقمية.
و في مجال الهاتف النقال تبقى الكثافة
الهاتفية معتبرة بحيث بلغ عدد الاشتراك إلى غاية 31 ديسمبر 2009 بالنسبة
للمتعاملين الثلاث 33.500.000 بنسبة ربط قدرت ب 93 بالمئة.
و تعرف سوق الإنترنيت نموا منتظما لا زال
قابلا للتحسين بحيث بلغ عدد مستعملي الإنترنيت 4.000.000 بكثافة تقدر ب
13ر11 مستعمل انترنيت لكل 100 نسمة. و من المقرر أن يساهم تطبيق البرنامج
الاستراتيجي الجزائر الإلكترونية في التحسين المنتظر في حين يقدر الربط
بالإنترنيت فائق السرعة حوالي 1.200.000 عملية ربط و تجاوز عدد المشتركين
700.000.
و بخصوص نشاطات الوكالات المختصة فقد تم
إبراز أهميتها سواء فيما تعلق بتسيير طيف الموجات الهرتزية أو النشاطات
المتعلقة بشبكة إرسال الملاحة البحرية. و استفادت هذه الوكالات من برامج
لتعزيز هياكلها.
و فيما يتعلق بالإنجازات المتعلقة بأقطاب
التجديد و تطوير المضامين و البرمجيات تأوي الحظيرة الإلكترونية لسيدي عبد
الله مؤسسات مختصة في مجالات تكنولوجيات الإعلام و الاتصال. و من المقرر
كذلك أن تنطلق نشاطات محضنة المشاريع.
و في مجال التطبيقات الفضائية سيسمح
انجاز أقمار صناعية لترصد الأرض و الاتصالات السلكية و اللاسلكية في
الجزائر و الخارج لبلدنا من أن يكتسب تدريجيا المعارف الضرورية للتحكم في
التكنولوجيات الفضائية من أجل استعمال سلمي للفضاء خارج الغلاف الجوي.
و فيما يخص مجتمع المعلومات فقد تم إعداد
البرنامج الاستراتيجي الجزائر الإلكترونية قصد تحقيق نتائج ملموسة في مجال
تشييد مجتمع المعلومات و وضع اقتصاد رقمي تمهيدا لاقتصاد يقوم على المعرفة.
و كل شرائح المجتمع و القطاعات الإقتصادية
معنية بهذا البرنامج الذي تم إعداده بغرض تحديد حاجيات جديدة و عرض آفاق
تنمية قائمة على تكنولوجيات الإعلام و الاتصال الحديثة. كما يرمي هذا
البرنامج إلى خلق أجواء ملائمة تسمح لبلدنا باقتحام دواليب اقتصاد معولم.
و من بين أولويات الحكومة التعجيل
باستعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال في الإدارة والمؤسسات و عرض الخدمات
عبر الانترنيت و تعميم استعمال تكنولوجيات الإعلام و الاتصال في مختلف
القطاعات لاسيما التربية و التعليم و التكوين و تعميم الاستفادة منها عبر
فضاءات المجموعات. و يقوم هذا البرنامج الاستراتيجي على أساس تطوير
الكفاءات البشرية و تأهيل المنشآت و الإطار القانوني.
و في تدخله عقب تقييم القطاع أمر رئيس
الجمهورية الحكومة بمتابعة أعمال عصرنة شبكة البريد و تكثيفها و اتخاذ
الإجراءات والوسائل الكفيلة بتحسين ظروف استقبال المواطنين و معالجة
الخدمات التي توفر لهم لاسيما تعميم عملية “إدخال الإعلام الآلي في مكاتب
البريد وكذا اتخاذ الإجراءات الضرورية لترقية وسائل الدفع الإلكتروني”.
و من جهة أخرى أكد رئيس الدولة أن “إيصال
البريد وتوزيعه يشكلان خدمة قاعدية لمؤسسة البريد يجب ضمانها في أحسن
الظروف” مضيفا أنه من المهم “توفير كل الوسائل التي تسمح بتحسن ملموس في
نوعية الخدمة”.
و ذكر رئيس الجمهورية بأنه “تم تخصيص
استثمارات ضخمة من طرف الدولة في تطوير منشآت الألياف البصرية مشيرا إلى
ضرورة “السهر على الاستعمال الأمثل لهذه الدعائم الناقلة للاتصلات السلكية
واللاسلكية بما في ذلك من خلال الاستعمال التعاضدي من القدرات الموجودة
داخل المؤسسات الاقتصادية الأخرى للقطاع العمومي”.
و فيما يتعلق بالحفاظ على الفضاء الهيرتزي
جدد رئيس الدولة “ضرورة وضع نظام تسيير فعال و عقلاني لطيف الترددات
الهيرتزية و مراقبة الإنبعاثات الهيرتزية و إلزامية تخصيص حصص من هذا الطيف
ليتسنى الاستجابة لحاجيات الأجيال المستقبلية”.
و فيما يتعلق بتعزيز الموارد البشرية
اعتبر رئيس الجمهورية أن هذا الجانب يكتسي أهمية خاصة و يستحق أن يوليه
القطاع كامل الاهتمام لاسيما من خلال توفير الوسائل الضرورية لتعزيز
قدرات التكوين للمعاهد الخاصة بالقطاع وكذا تأهيل برامجها البيداغوجية بهدف
الاستجابة إلى متطلبات التكنولوجيات الحديثة.
و في ختام مداخلته أكد رئيس الدولة على
“الأهمية التي يتعين إيلائها لبناء مجتمع المعلومات و إقامة بطريقة
تدريجية اقتصاد قائم على المعرفة لا سيما من خلال الأعمال الملموسة
الرامية إلى تعميم تكنولوجيات الإعلام والاتصال و عصرنة الإدارة
والمؤسسات”.