بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إليكم هذه القصة، أسردها لبعض الناس الذين ربما تعلموا على بعض العلماء والمشايخ، فلما كبروا وصار لهم بعض العلم إذا بهم يسيء خُلقه مع شيخه، مع الذي رباه والذي علمه. أعلمه الرمايا كل يوم فلما اشتد ساعده رماني وعلمته نظم القوافل فلما قال قافية هجاني أتعرفون من الشيخ اليوم: هو الشافعي رحمه الله، إنه العلامة الإمام صاحب المذهب الشافعي. أما تلميذه فإنه إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله.أنظروا لهذه الحادثة التي حدثت بينهما. من الضيف؟ ومن صاحب المنزل؟ الضيف هو الشيخ الشافعي الشيخ الذي يزور تلميذه أحمد بن حنبل. كم في مذهبهما من خلاف، وكم في المذهبين من اختلافات ولكن انظر إلى القلوب السليمة وانظر إلى الصدور السليمة وانظر إلى النفوس الطيبة. انظر إلى الأخلاق فوق هذا وذاك. الشافعي ضيف على تلميذه أحمد بن حنبل زاره فلما جاء الليل لم ينم الشافعي طوال الليل، تعرفون لما لم ينم. بعد العشاء ذهب إلى الغرفة لكنه لم ينم طوال الليل. فسأله أحمد بن حنبل:لما لم تنم؟ تعرفون ما الذي أجابه قال: لأن الغرفة كان فيها مصحف في وسطها. فقال: لما لم توقضني. فقال لم أرد أن أقلق منامك. فقال له الإمام أحمد: إذا لما لم تزله بنفسك. قال: ليس من حقي أن أمد يدي إلى شيء لا أملكه. نعم يجوز ولكنه الورع، نعم يجوز ولكنه الخلق والأدب أدب الشيخ مع تلميذه. تعرفون ماذا فعل الشافعي لأنه لم ينم قام يصلي طوال الليل من أول الليل إلى الصباح وهو قائم يصلي ثم قال عن نفسه: أحب الصالحين ولست منهم لعلي أن أنال بهم الشفاعة وأكره من تجارته المعاصي وإن كنا سويا في البضاعة فرد الإمام أحمد على شيخه: تحب الصالحين وأنت منهم ومنكم سوف يلقون الشفاعة وتكره من تجارتهم معاصي كفانا الله من شر البضاعة نعم هذا هو الإمام مع شيخه. بعد صلاة الفجر، الإمام أحمد يسأل شيخه الشافعي يقول: يا إمام إبنتي لاحظت عليك ثلاثة أمور. قال: ما هي يا أبا عبد الله؟ قال: لاحظت عليك أولا أنك أكلت كثيرا ليست عادة الصالحين أن يأكلوا هكذا. ليس بخلا من الإمام أحمد لكن يريد أن يستفيد من الإمام الشافعي. قال: ولاحظت عليك أنك لم تصل ركعتين قبل أن تنام ثم لاحظت عليك أنك صليت الفجر وما توضأت ما طلبت ماءً للوضوء. فقال الإمام الشافعي: طعامك لا يدخله الحرام هو دواء لاغذاء يبرء الأسقام و الأوجاع والأمراض أعلم أنه طيب وأنك لا تقبل إلا طيبا. قال ولم أصلي ركعتين لأنها لم ترن، أغلقت الباب وصليت حيث لا يراني أحد، أما الثالثة فأنا لم أتوضأ للفجر لأني لم أنم طوال الليل: صليت الفجر بوضوء العشاء. أينا أخلاقنا اليوم، أخلاق طلبة العلم بين بعضهم البعض، أخلاق التلاميذ مع العلماء والشيوخ، أخلاق الناس مع بعضهم البعض. أين الخُلق. هل نحتاج اليوم إلى كثرة علم، العلم مطالبون به لكن نحن إلى الأدب أحوج من العلم.
إقتباس: من روائع القصص للشيخ نبيل العوضي