السلام عليم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إياك إياك والدعاء على أولادك لا تدعو على أولادك إلا بالخير واسمع إلى هذه القصة.
يقول أخ كان عندي أخٌ لا يعرف المسجد ولا يعرف الصلاة ولا القرآن ولا الذكر ولا عبادة ربه عز وجل. سيء الخلق لايحبه أحد في بيتنا لايعرف إلا بلاد الفجور بلاد الزنا بلاد الخنا هذه حاله وهذه حياته لايرجع من بلد إلا ليحط في بلد آخر.
يقول أما أبي في كل يوم معه مشكلة سب وشتم وربما يريد ضربه لكنه لايستطيع، يقول نعيش في جحيم والسبب هذا الأخ، يقول لايبالي بأبي لايبالي بأمي، سيء الخُلق معنا جميعا نتمنى خروجه من البيت، يقول حتى أبي كان يكثر من الدعاء عليه وكان أكثر دعائه يقول: "أسأل الله ألا أموت حتى أراك ميتا تحت عجلة سيارة". هذه أكثر دعوة كان يدعو بها أبي يتمنى ويدعو الله أن تطأه سيارة وأن تهشم سيارة جسده، لما كل هذا؟ من سوء خُلق هذا الولد من فجوره من ذنوبه، كرهه حتى أبوه حتى إخوانه لم يُحبه أحد.
يقول هذا الأخ شاء الله عز وجل أن نغير سكننا وجاورنا فيه أحد الشيوخ، أحد العلماء، أحد الدعاة إلى الله عز وجل، يقول هذا صار إمام لمسجد كبير معروف، يقول هذا الشيخ كان خلوقا ناصحا وأسلوبه مؤثر وكان دائما يسلم على أخي أخي الفاجر يسلم عليه وينصحه يقول وكان أخي يتأثر به وكان يُكثر من نصيحة له حتى جاء اليوم الذي شرح الله عز وجل صدر أخي للإيمان وبدأ يصلي في المسجد معه وبدأ يجلس معه وبدأ يتأثر حتى تغير أخي الذي كان فاجرا فاسقا الآن لايدع حتى صلاة الفجر الآن يجلس في المسجد يقرأ القرآن الآن ملأ الله وجهه نورا، "أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٢) " سورة الزمر الآية 22.
يقول هذا الأخ حتى صار أخي سيء الخُلق صار أحسن الناس خُلقا وكان إذا دخل إلى البيت كلنا يحبه ويجلس معنا مع إخوانه يقول بدأ يدعو إلى الله جل وعلى أخي الذي كان يقضي وقته في بلاد الزنا والخنا هو الآن يدعونا إلى الله عز وجل يوقظنا لصلاة الفجر يعلمنا القرآن حتى ذهب مع الدعاة إلى بعض البلاد يدعو إلى الله جل وعلى يقول أسلم على يده خلق كثير.
يقوا هذا الأخ ومرت الأيام وكان أخي قد سحر كل قلوبنا حتى الجيران أحبوه الناس كلهم أحبوه كان يخدمهم ويقضي حوائجهم وينصحهم ويدعوهم حتى كتب الله عز وجل على يديه خيرا كثيرا ظل على هذه الحال ثلاث سنوات .
في يوم من الأيام كان يقود سيارته في الطريق فتعطلت السيارة فتوقف مضطرا تحت أحد الأنفاق وأخذ يصلح سيارته لوحده يحاول ينظر ما الذي يحدث لهذه السيارة ما الذي عطلها فنزل تحت السيارة يريد أن يصلحها فيشاء الله عز وجل أن تأتي سيارة ولم تنتبه له لأنه تحت النفق فصدمت سيارته بقوة وإذا بسيارته تطأه فإذا بالعجلات تهشم صدره.
وجاءت الإسعاف وأخذته فرقة الإنقاذ وأخذت الجثة ضنه ميتا وحملوه إلى المستشفى، يقول الشرطي نظرت إليه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة كان يقرأ القرآن ثم خرجت روحه.
لما سمع أبوه بالخبر بكى بكاءً شديدا حتى أغمي على أبيه وهو يقول : أنا السبب أنا السبب هذه دعوتي استجاب الله لها .
ثلاث دعوات مستجابات منها دعوة الوالد على ولده. إياك إياك أيها الأب إياك إياك أيتها الأم إن كان ولدنا فاجرا أو إبنتنا فاجرة فالندع لهم لنقل: اللهم اهدهم، اللهم اصلحهم، اللهم تب عليهم، أفضل من أن نقول الله يلعنكم الله يأخذكم الله يخلصني منكم . عباد الله لندعوا لأبنائنا بالخير وإن كانوا فجارا ندعوا لهم بالصلاح وإن كانوا فجارا لعل الله ز وجل أن يهديهم.
إقتباس: من روائع القصص للشيخ نبيل العوضي