يتطرق فيلم "النخيل الجريح" لمخرجه التونسي عبد
اللطيف بن عمار الذي كان غائبا عن العرض، ذو إنتاج مشترك تونسي وجزائري إلى
موضوع كتابة التاريخ وتزييف الحقائق أو طمس بعضها الآخر عند سردها لغاية
أو لأخرى بأسلوب مشوق وممتع عبر الشخصية الرئيسية في الفيلم "شامة".
"موقع الإذاعة الجزائرية" سأل منتجة الفيلم
السينمائية الجزائرية نادية شيرابي عن الرسالة التي يريد المخرج إيصالها
إلى الجمهور، وعن سبب اختيار الزمن الذي جرت فيه أحداث الفيلم وربطها
بتاريخ 1991.
*** فيلم "النخيل الجريح" وهو عمل مشترك جزائري تونسي
كنت أنت منتجته، تطرق إلى موضوع كتابة التاريخ. ماهي الرسالة التي يراد
إيصالها للجمهور من خلال هذا الفيلم؟
في
الحقيقة شاركت في هذا الفيلم لأنه أعجبني وهو يطرح قضية كتابة التاريخ أو
تساؤلات حول شخصية ابنة شهيد التي تبحث عن تاريخ أبيها وهي قضية لم
أشاهدها في السينما من قبل، ومن المهم أن تسال شخصية مثل هذه التاريخ وتعرف
الظروف التي أدت إلى استشهاده، وهو الأمر الذي يستطيع أن ينطبق على كل
الثورات التي عاشتها العديد من البلدان فهو عمل تونسي لكنه كان من الممكن
أن يكون جزائريا أو فيتناميا أو غيرها، فهو يحمل شيئا محليا من جهة وشيئا
يستطيع أن ينطبق على أي ثورة من جهة أخرى، ومن ثم فإننا نعرف أن كل فيلم
يترك المخرج يبحث عن وجهة نظر والشيء الثاني الذي أعجبني هو تحكم المخرج في
الخط السردي من خلال شخصية شامة بطلة الفيلم، ففي البداية نراها شابة
جامعية أكملت دراستها وهي تبحث عن عمل مثل أي شاب وأي شابة في العالم لكن
شيئا فشيئا نرى كيف تتحول هذه الشخصية إلى فرد يقتحم الساحة ويصبح يحرك
الأحداث ويبحث عن الماضي وعن التاريخ.
وقد أعجبتني طريقة المعالجة هذه وقضيته تنطبق على شعوبنا،
ونحن نرى الآن بعض المعالم من التاريخ نتبناها بدون تساؤل في بعض الأحيان،
وربما من المفاتيح الموجودة في الفيلم أن المخرج يتساءل عن دور النخبة
فهناك بعض المثقفين الذين يحاولون أن يستغلوا الأحداث لتزييف التاريخ
وإعطاء قراءة خاطئة للتاريخ تكون في فائدتهم.
كما ان الفيلم يعطي بعض المعالم للتاريخ مثل 1961 الذي هو
قريب من سنة 1962 تاريخ استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي، وسنة 1991
التي هي حرب العراق وغيرها من المعالم التاريخية.
*** على ذكر سنة 1991 نلاحظ أن أحداث الفيلم جرت خلال هذه السنة، لماذا تم اختيار هذه السنة بالتحديد لتجري تلك الأحداث ؟
ربما.. وهذا المخرج هو الذي يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال، وأنا سألته عن هذه المعالم لماذا سنة 1991 ؟ لأنه كانت في هذه الفترة
كارثة كبيرة في هذه السنة وهي حرب العراق التي أدت فإلى حرب العراق
الثانية والأحداث التي تجري في العراق حاليا، وتلك الحرب الأولى هي انهزام
فضيع للوطن العربي فإننا عندما سكتنا عليها وعلى غزة وعلى الأحداث
المتراكمة عبر تاريخنا والتي تركت غياب الضمير العربي أوصلتنا إلى ما وصلنا
إليه حاليا مبعثر ومتشتت، وشعوبنا تعيش في ألم وأزمة كبيرة وغياب الأنظمة
العربية وخيانة بعضها لقضايانا.
فهو يحذر من تلك الأشياء الخطيرة التي جرت في سنة 1991 التي
ندفع الثمن غاليا جراء المواقف التي لم تكن صارمة مع الحرب ضد العراق
وتدميره وشن حرب عليه من أبشع الحروب التي عشناها جراء سيطرة الولايات
المتحدة الأمريكية على العالم، فحاضر الفيلم هو سنة 1991 لكن المخرج يعمل
قفزة للوراء مدتها 30 سنة ليصل إلى سنة 1961 تاريخ مجزرة ح بن زرت، فكل
هذه المعالم تدفعنا للتساؤل عن موقعنا نحن كعرب من تراكم كل هذه الأحداث
التي أدت بنا إلى الوصول إلى هذه الحالة التي يعيشها عالمنا العربي.
*** لماذا العودة دائما في أفلامنا السينمائية إلى
الوراء والرجوع إلى التاريخ كما هو الحال مع فيلم "النخيل الجريح" الذي
نتحدث عنه؟
هذا
الفيلم ليس فيلما تاريخيا بل هو يستعمل الأحداث التاريخية كمعالم فقط، وهو
يتحدث عن إمكانية اقتحام الفرد سواء كان رجلا أو امرأة للساحة هو بنى
شخصية بنت التي تتجول بين أركان التاريخ وتتساءل عن ذاتها كان ممكن أن تكون
قصة حب، ولكن كيف تعالج الآن مواضيع فيما يخص الفرد لأن أفلام السبعينات
كانت أفلاما تتكلم عن الفرد الجماعي كالشعب والثورة وغيرها، لكن الآن وفي
الفترة الأخيرة صارت الأفلام تعمل تسليط الضوء على شخصية معينة ونحن
كمشاهدين نتابع تحول أحداثها، فالفيلم لا يطرح فقط موضوع الساعة بل يطرح
أيضا موضوع يخص السينما العربية وأن عندما قال أحد الشباب التونسيين أنه
عندا يخرج من مشاهدة الفيلم أخرج رأسي مرفوعا تركني أفكر في هذه الجملة
كثيرا.
اللطيف بن عمار الذي كان غائبا عن العرض، ذو إنتاج مشترك تونسي وجزائري إلى
موضوع كتابة التاريخ وتزييف الحقائق أو طمس بعضها الآخر عند سردها لغاية
أو لأخرى بأسلوب مشوق وممتع عبر الشخصية الرئيسية في الفيلم "شامة".
"موقع الإذاعة الجزائرية" سأل منتجة الفيلم
السينمائية الجزائرية نادية شيرابي عن الرسالة التي يريد المخرج إيصالها
إلى الجمهور، وعن سبب اختيار الزمن الذي جرت فيه أحداث الفيلم وربطها
بتاريخ 1991.
*** فيلم "النخيل الجريح" وهو عمل مشترك جزائري تونسي
كنت أنت منتجته، تطرق إلى موضوع كتابة التاريخ. ماهي الرسالة التي يراد
إيصالها للجمهور من خلال هذا الفيلم؟
في
الحقيقة شاركت في هذا الفيلم لأنه أعجبني وهو يطرح قضية كتابة التاريخ أو
تساؤلات حول شخصية ابنة شهيد التي تبحث عن تاريخ أبيها وهي قضية لم
أشاهدها في السينما من قبل، ومن المهم أن تسال شخصية مثل هذه التاريخ وتعرف
الظروف التي أدت إلى استشهاده، وهو الأمر الذي يستطيع أن ينطبق على كل
الثورات التي عاشتها العديد من البلدان فهو عمل تونسي لكنه كان من الممكن
أن يكون جزائريا أو فيتناميا أو غيرها، فهو يحمل شيئا محليا من جهة وشيئا
يستطيع أن ينطبق على أي ثورة من جهة أخرى، ومن ثم فإننا نعرف أن كل فيلم
يترك المخرج يبحث عن وجهة نظر والشيء الثاني الذي أعجبني هو تحكم المخرج في
الخط السردي من خلال شخصية شامة بطلة الفيلم، ففي البداية نراها شابة
جامعية أكملت دراستها وهي تبحث عن عمل مثل أي شاب وأي شابة في العالم لكن
شيئا فشيئا نرى كيف تتحول هذه الشخصية إلى فرد يقتحم الساحة ويصبح يحرك
الأحداث ويبحث عن الماضي وعن التاريخ.
وقد أعجبتني طريقة المعالجة هذه وقضيته تنطبق على شعوبنا،
ونحن نرى الآن بعض المعالم من التاريخ نتبناها بدون تساؤل في بعض الأحيان،
وربما من المفاتيح الموجودة في الفيلم أن المخرج يتساءل عن دور النخبة
فهناك بعض المثقفين الذين يحاولون أن يستغلوا الأحداث لتزييف التاريخ
وإعطاء قراءة خاطئة للتاريخ تكون في فائدتهم.
كما ان الفيلم يعطي بعض المعالم للتاريخ مثل 1961 الذي هو
قريب من سنة 1962 تاريخ استقلال الجزائر من الاستعمار الفرنسي، وسنة 1991
التي هي حرب العراق وغيرها من المعالم التاريخية.
*** على ذكر سنة 1991 نلاحظ أن أحداث الفيلم جرت خلال هذه السنة، لماذا تم اختيار هذه السنة بالتحديد لتجري تلك الأحداث ؟
ربما.. وهذا المخرج هو الذي يستطيع أن يجيب عن هذا السؤال، وأنا سألته عن هذه المعالم لماذا سنة 1991 ؟ لأنه كانت في هذه الفترة
كارثة كبيرة في هذه السنة وهي حرب العراق التي أدت فإلى حرب العراق
الثانية والأحداث التي تجري في العراق حاليا، وتلك الحرب الأولى هي انهزام
فضيع للوطن العربي فإننا عندما سكتنا عليها وعلى غزة وعلى الأحداث
المتراكمة عبر تاريخنا والتي تركت غياب الضمير العربي أوصلتنا إلى ما وصلنا
إليه حاليا مبعثر ومتشتت، وشعوبنا تعيش في ألم وأزمة كبيرة وغياب الأنظمة
العربية وخيانة بعضها لقضايانا.
فهو يحذر من تلك الأشياء الخطيرة التي جرت في سنة 1991 التي
ندفع الثمن غاليا جراء المواقف التي لم تكن صارمة مع الحرب ضد العراق
وتدميره وشن حرب عليه من أبشع الحروب التي عشناها جراء سيطرة الولايات
المتحدة الأمريكية على العالم، فحاضر الفيلم هو سنة 1991 لكن المخرج يعمل
قفزة للوراء مدتها 30 سنة ليصل إلى سنة 1961 تاريخ مجزرة ح بن زرت، فكل
هذه المعالم تدفعنا للتساؤل عن موقعنا نحن كعرب من تراكم كل هذه الأحداث
التي أدت بنا إلى الوصول إلى هذه الحالة التي يعيشها عالمنا العربي.
*** لماذا العودة دائما في أفلامنا السينمائية إلى
الوراء والرجوع إلى التاريخ كما هو الحال مع فيلم "النخيل الجريح" الذي
نتحدث عنه؟
هذا
الفيلم ليس فيلما تاريخيا بل هو يستعمل الأحداث التاريخية كمعالم فقط، وهو
يتحدث عن إمكانية اقتحام الفرد سواء كان رجلا أو امرأة للساحة هو بنى
شخصية بنت التي تتجول بين أركان التاريخ وتتساءل عن ذاتها كان ممكن أن تكون
قصة حب، ولكن كيف تعالج الآن مواضيع فيما يخص الفرد لأن أفلام السبعينات
كانت أفلاما تتكلم عن الفرد الجماعي كالشعب والثورة وغيرها، لكن الآن وفي
الفترة الأخيرة صارت الأفلام تعمل تسليط الضوء على شخصية معينة ونحن
كمشاهدين نتابع تحول أحداثها، فالفيلم لا يطرح فقط موضوع الساعة بل يطرح
أيضا موضوع يخص السينما العربية وأن عندما قال أحد الشباب التونسيين أنه
عندا يخرج من مشاهدة الفيلم أخرج رأسي مرفوعا تركني أفكر في هذه الجملة
كثيرا.