يطرح
فيلم "النخيل الجريح" لمخرجه التونسي عبد اللطيف بن عمار وهو ثمرة إنتاج
مشترك جزائري تونسي، موضوع تزييف كتابة التاريخ ويضع اليد على الجرح من
خلال الشابة "شامة" التي تبحث عن ظروف موت والدها في حرب بن زرت بتونس
لتستنطق الأحداث بالرجوع والبحث عن من عايشوا تلك المجزرة ذات أكتوبر من
سنة 1961.
تدور أحداث الفيلم الذي دخل المنافسة الرسمية في
مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي ضمن الأفلام الطويلة، سنة 1991 التي
تتزامن مع الحرب الأولى على العراق، ويصور لنا الفيلم الشابة
الجامعية"شامة" الهادئة وهي تبحث عن عمل كسائر الشباب المتخرج من الجامعة،
فتلتقي بمؤلف قصص فيمنحها عملا بسيطا يتمثل في رقن كتاب "سيرة ذاتية" هو
بصدد تأليفها.
تحكي معركة بن زرت التي جرت في سنة 1961 بين الجيش
الفرنسي والمواطنين التونسيين المتطوعين وهي الفترة التي توفي فيها والدها.
هذا الكتاب يثير حفيظتها وتقترب من صاحب الكتاب لتسألها عن والدها فيتظاهر
بعدم معرفته له، لكن شغفها يدفعها فيما بعد إلى اكتشاف أشياء مخيفة عن
ظروف موت والدها لكاتب تلك السيرة الذاتية يد فيها حيث أنه لم يساعد والدها
"كمال بن محمود" في الاختباء في بيته بعد إصابته برصاص الجيش الفرنسي وهي
النقطة التي أخفاها الكاتب في مذكراته تلك.
وتتداخل في الفيلم المفعم بجمال الصورة، مجموعة من الأحداث التي ترتبط بالدول العربية والأزمات التي كانت تعيشها حينذاك،
ف"شامة"تتعرف على فتاة جزائرية هربت من المشاكل التي كانت تعيشها الجزائر خلال
تلك الفترة إلى تونس وجسدت هذا الدور الممثلة الجزائرية "ريم تاكوشت" التي
كانت رفقة زوجها "نور الدين" الذي جسده الممثل الجزائري "حسان كشاش"، لتظهر
في الفيلم ثلاث أزمات تحكي قدر الشعوب العربية عبر سيرة شخصيات الفيلم
التي تأثرت بصفة مباشرة أو غير مباشرة بعنف التاريخ.
ولقي الفيلم الذي عرض الثلاثاء بقاعة سينما المغرب وسط مدينة
وهران بغياب مخرجه الذي تعتذر عن الحضور، ونابت عنه منتجة الفيلم
الجزائرية نادية شيرابي والممثلة ليلى وهي "شامة" في الفيلم والممثل
الجزائري حسان كشاش، إعجاب الجمهور الذي امتلأت به القاعة وصفق له طويلا
بعد نهاية عرضه.
وقالت نادية شيرابي خلال الندوة الصحفية التي أعقبت عرض
الفيلم أن مشاركتها في إنتاج "النخيل الجرح" نابعة من إعجابها بالسيناريو
كما أنه يخاطب الضمير العربي، منوهة بأهمية الأعمال المشتركة بين البلدان
العربية في مثل هذه المواضيع التي تختلط فيها دماء الأشقاء العرب بعضهم
ببعض.
ومن
جهتها أكدت الممثلة التونسية ليلى أو "شامة" على أهمية إيمان الممثل بفكرة
الفيلم قبل المشاركة فيه، الأمر الذي حصل لها مع "النخيل الجريح".
ومن جانبه، قال الممثل الجزائري حسان كشاش أن تجربة العمل
المشترك كانت مفيدة للممثلين الجزائريين الذين شاركوا في الفيلم والتونسيين
أيضا، مشيرا إلى انهم لم يصادفوا أية مشاكل في العمل.
